السياسي – للأسبوع الثالث على التوالي تسلّط وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على تسليح الجيش المصري وتعاظم قوته العسكرية.
وقالت المذيعة والخبيرة الإسرائيلية في الشؤون العربية، راشيل بودا، إن تعاظم قوة الجيش المصري يثير تساؤلات حول نوايا جارتنا، محذرة من فات باب الشر من جهة مصر في المستقبل بسبب التسليح العسكري للجيش المصري.
وأضافت راشيل، في تقرير لها نشره موقع ” makorrishon” الإخباري الإسرائيلي، أنه لم يبق أي إسرائيلي غير مبال في تلك الليلة الخريفية من عام 1977، عندما هبطت طائرة أنور السادات في إسرائيل، وشعر أولئك الذين شاهدوا البث المباشر في ذلك المساء بأن التاريخ يُكتب أمام أعينهم، الرجل الذي قاد الجيوش المصرية إلى أعنف حرب في تاريخ إسرائيل لقد أصبح ظهوره في الكنيست لحظة تاريخية رائعة، فبدلاً من إلقاء خطاب باللغة العربية الفصحى كما جرت العادة، اختار السادات استخدام اللهجة المصرية العامية ووجد المترجمون المحترفون أنفسهم عاجزين في مواجهة اللهجة الشعبية، التي تجمع بين المرجعيات الدينية والثقافية التي تخاطب شعبه مباشرة، وكان يعلم جيدًا أنه يسير على حبل مشدود بين الحاجة إلى السلام والحساسيات العميقة للمجتمع المصري المدفوعة الثمنلحياته بعد أربع سنوات من إلقاء هذا الخطاب.
وقالت راشيل: “في التقليد العربي هناك تسلسل هرمي من ثلاثة أنواع من وقف إطلاق النار، ولكل منها معنى فريد وعميق: “الهدنة” – وقف مؤقت لإطلاق النار فقط، وهو نوع من المهلة التكتيكية بين الأعداء؛ “السلام” – اتفاق هدنة طويل الأمد يمكن إلغاؤه، وهو نوع من التفاهم الاستراتيجي بين الأطراف المتنافسة؛ و”اغفر” – المصالحة الكاملة التي لا رجعة فيها والتي تتطلب عملية تكفير عميقة.
وأضافت: “يختلف معنى كلمة السلام في المفهوم المصري تماما عن التفسير الإسرائيلي الغربي، فإن ما نسميه السلام هو في الواقع (أغفر) بمعناه المصري وهو ما لم نكن نملكه قط مع مصر”.
وأضافت : “اليوم، وبعد أربعة عقود، تقوم مصر بتسليح نفسها بهدوء ومنهجية، وتعد قواتها البحرية خامس أكبر قوات بحرية في العالم، وقد تعززت مؤخرًا بشكل أكبر مع استلام الفرقاطة الألمانية المتقدمة القادر، وتنضم السفينة الحربية الجديدة إلى أسطول متنامٍ من السفن المتطورة، بما في ذلك الغواصات وقوارب الصواريخ، كما تعد القوات الجوية المصرية ثامن أكبر القوات الجوية في العالم، حيث تمتلك الطائرات المقاتلة الأكثر تقدمًا”.
وأستطردت قائلة: “السؤال البديهي: ضد من تتسلح مصر؟ ولا توجد حاليا أي صراعات كبيرة مع جيرانها ليبيا والسودان، فالصراع على النيل مع إثيوبيا هو صراع لمرة واحدة وليس من أجله أن يتم إنشاء مثل هذا الجيش، وعلاوة على ذلك، يتركز معظم سكانها على طول نهر النيل، لكن أنظمة الدفاع المصرية تتركز لسبب ما على مقدمة القناة”.
وقالت: “ما هو المفهوم الذي لا نعرفه؟ ربما الاعتقاد بأن اتفاقيات السلام مع الدول العربية لا رجعة فيها؟ وفي حين أن جميع أنظمة الإنذار لدينا تشير إلى الشمال، فإن التهديد قد يتكثف من الجنوب”.
وقالت: “تحكي البيانات قصة مثيرة للقلق: 80% من البطاريات المضادة للطائرات المصرية موجهة نحو تطوير الطائرات الإسرائيلية، وفي الواقع، تنتهك مصر بالفعل بنودًا في اتفاقيات السلام، ويتدرب جيشها على سيناريوهات قتالية ضد الدبابات والمواقع الإسرائيلية، ولا أحد يتدرب ضد جيش لا ينوي الهجوم”.
وأضافت: “في الخطاب الداخلي المصري، كما يقول المتحدثون باللغة العربية على شبكات التواصل الاجتماعي، يواصل القادة والسياسيون تعريف إسرائيل كعدو”.
وقالت: “الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط يتغير بسرعة مذهلة، لقد عصفت أحداث العام الماضي بالأوراق الإقليمية وأثارت الشكوك حول العديد من الافتراضات الأساسية، ويجب أن نكون مستعدين للحرب القادمة، وليس للحرب التي مرت بالفعل”.
وختمت راشيل نقريرها قائلة: “لقد منحنا اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال مجالاً للتنفس، وهذا بالضبط هو الوقت المناسب لنبدأ بالتساؤل بصراحة: ما هو المفهوم الذي لا نعرفه؟ ربما هو الاعتقاد الأعمى بأن اتفاقيات السلام مع الدول العربية لا رجعة فيها؟ وفي حين أن جميع أنظمة الإنذار لدينا موجهة شمالاً نحو حزب الله وإيران، إلا أننا قد نغفل التهديد المتنامي في الجنوب نحو مصر، فليس كل شيء هادئًا في مملكة الأهرامات، وإذا كان علينا أن نضع رقائقنا على المفاجأة القادمة، فيجب أن ننظر جنوبًا، إلى ما وراء الحدود الهادئة ظاهريًا، فربما من مصر سينفتح الشر”.
المصدر: makorrishon