السياسي – بدأت طائرات التجسس الأمريكية بتنفيذ طلعات بالقرب من مضيق هرمز، بهدف جمع معلومات وصور دقيقة عن بعض المواقع الحساسة، وتتبُّع التحركات الإيرانية في هذه المناطق.
يأتي بدء تنفيذ الطائرات الاستخبارية لدورياتها فوق مضيق هرمز، بالتزامن مع قرب بدء وصول الحشد البحري والجوي العسكري الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط، في خطوة وُصفت بأنها استعداد لتوجيه ضربة جديدة إلى إيران بمشاركة إسرائيل.
ورصدت مواقع مثل “Flightradar24″، بداية شهر أكتوبر الجاري، طائرات استطلاع أمريكية من طراز RC-135 Rivet Joint وMQ-4C Triton بدون طيار المخصصة لجمع البيانات الاستخباراتية والصور قرب مضيق هرمز، حيث يمر نحو 20% من تجارة النفط العالمي.
وقالت مصادر عسكرية عربية إن استخدام هذا النوع من طائرات الاستطلاع والتجسس دون طيار يمنح واشنطن قدرة مراقبة عالية دون تعريض طياريها للخطر.
وأكدت المصادر أن عمليات التحليق التي بدأت الطائرات الاستخبارية بتنفيذها تأتي ضمن نشاط مستمر للطائرات الأمريكية في المنطقة لمتابعة التحركات الإيرانية.
كما أوضحت أن الاقتراب من الأجواء الإيرانية عبر طائرات التجسس التي يقودها طاقم متخصص يحمل مخاطر كبيرة، حيث يمكن تعرضها للإسقاط، لذا فإن اعتماد الجيش الأمريكي على الطائرات دون طيار هو الخيار الأفضل.
وكانت الأيام القليلة الماضية شهدت حركة مكثفة للأسطول البحري والجوي الأمريكي الذي بدأ بالتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط، في سيناريو يشبه ما حدث قبل شن الطائرات الأمريكية غارات مكثفة على مواقع نووية إيرانية في يونيو الماضي.
كما جرى قبل يومين رصد تحرك حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد آر. فورد” باتجاه منطقة الشرق الأوسط، مصحوبة بطرادات صواريخ موجهة ومدمرات وغواصات، للانضمام إلى قطع بحرية عسكرية أمريكية متواجدة أصلاً في المنطقة.
وكذلك تم رصد تحرك عشرات طائرات التزود بالوقود KC-135 وطائرات استطلاع إضافية، للانضمام إلى الحشد العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط.
جاء التصعيد العسكري الأمريكي بعد تفعيل الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) آلية “الزناد” في 28 سبتمبر 2025، التي جرى بموجبها إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على النفط والبرنامج النووي الإيراني.
ومنحت إعادة تفعيل آلية الزناد بعد فشل المباحثات الأخيرة بين الترويكا الأوروبية وإيران بشأن البرنامج النووية مسوغا للولايات المتحدة بالتنسيق مع إسرائيل للهجوم مجددا على إيران.
ومن المتوقع أن تستهدف الضربة الجوية الأمريكية الإسرائيلية مواقع منشآت نووية إيرانية جديدة، إضافة إلى مواقع جرى استهدافها في الهجوم السابق خلال شهر يونيو الماضي.