السياسي -متابعات
قال خبراء إن ما يقرب من 96% من البالغين المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو أحد أكثر أشكال أمراض الكبد شيوعاً، لا يدركون حالتهم.
وغالباً ما يظل الكبد صامتاً حتى بعد الإصابة بالمرض، ولهذا السبب غالباً ما يكون التشخيص مفاجئاً، وعندما تصل الحالة إلى مراحل متقدمة. وحسب “دايلي ميل”، يصعب تشخيص المرض لأن أعراضه، مثل التعب والغثيان، تُحاكي أعراض حالات أخرى، لكن الدكتورة سيوبان ديشاور، أخصائية الطب الباطني في تورنتو، تقول: “هناك علامات دالة تبحث عنها دائماً لدى المرضى”.
عوامل تسبب المرض
وتوجد مجموعة واسعة من العوامل تسبب مرض الكبد، بما فيها العدوى الفيروسية مثل التهاب الكبد، B وC والتهاب الكبد A، وإدمان الكحول، والاضطرابات الأيضية، والأدوية، والاضطرابات الوراثية. لكن سبب مرض الكبد الدهني غير الكحولي تحديداً، خلل في التمثيل الغذائي، وليس الكحول، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسمنة، ومقاومة الأنسولين، والسكري من النوع 2، وارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم.
علامات خفية
أول العلامات التي ذكرتها الدكتورة ديشاور تتمثل في خطوط موهرك على أظافر اليدين. وهي “خطوط بيضاء أفقية تمتد عبر الأظافر، ليست على صفيحة الظفر نفسها، بل في الأنسجة التي تحتها”. ويمكن اختبارها بالضغط على الظفر، حيث ستختفي الخطوط مؤقتاً. ولأنها موجودة في فراش الظفر، فإنها لا تنمو مع الظفر”.
ترتبط هذه الخطوط بانخفاض مستويات الألبومين، وهو بروتين أساسي يُنتجه الكبد ويُساعد على الاحتفاظ بالسوائل في الأوعية الدموية، ونقل الهرمونات والأدوية، والحفاظ على توازن درجة الحموضة. وقد يؤدي انخفاضه إلى التورم، والتعب، وضعف التئام الجروح، وتراكم الأدوية، غالباً بسبب أمراض الكبد أو مشاكل الكلى أو سوء التغذية. فيما يُعد ارتفاع الألبومين نادراً وعادةً ما يكون ناتجاً عن الجفاف.
أظافر تيري
وهناك دليل آخر دقيق ولكنه مهم وهي الحالة التي تُعرف بأظافر تيري.
وأوضحت ديشاور: “عادةً ما يكون لون لأظافر وردياً بسبب الأوعية الدموية الموجودة تحت فراش الظفر،ولكن مع أمراض الكبد، يتغير هذا النسيج ويصبح شاحباً. وإذا كان الهلال، الموجود في قاعدة الظفر، لا يزال مرئياً، فهذا أمر طبيعي”. وأضافت “لكن عندما يكون الظفر بأكمله أبيض مثل الشبح، يجب التفكير في خلل في وظائف الكبد”.
ومثل خطوط موركي، تعكس أظافر تيري أيضاً انخفاض مستويات الألبومين التي تُلاحظ في حالات فشل الكبد.
تعجّر الأظافر
كما حذّرت الدكتورة ديشاور من “تعجر الأظافر”، وقالت: “اطلب من أحد أن يضع أظافره ظهراً لظهر، فإذا كانت هناك فجوة ماسية الشكل بين الأظافر، فهذا طبيعي. أما إذا لم تكن، وبدت الأظافر منتفخة أو مستديرة، فهذا هو التعجر”، الذي قد يكون وراثيًا، ولكن عندما يكون جديداً أو غير مُفسّر، فإنه غالباً ما يُشير إلى مشاكل مزمنة في القلب، أو الرئتين، أو الكبد.
انتفاخ البطن
يُعد انتفاخ البطن علامة تحذير رئيسية أخرى من تلف الكبد. وحسب الدكتورة ديشاور “غالباً ما يفترض الناس أن الشخص حامل. لكنه في الواقع استسقاء، وهو تراكم للسوائل في البطن ناتج عن ارتفاع ضغط الدم الوريدي البابي، نتيجة لتندب الكبد المُتقدّم”.
وارتفاع ضغط الدم البابي هو ارتفاع ضغط الدم في الوريد الذي يحمل الدم إلى الكبد، وعادةً ما يكون ناتجاً عن تليف الكبد، ما يؤدي إلى مضاعفات مثل نزيف الدوالي، وتراكم السوائل، وتضخم الطحال. ويمكن أن يتجاوز إجمالي هذا السائل 500 أونصة سائلة في الحالات الشديدة، ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس، وانزعاج شديد. ويمكن علاجه بالبزل، على يد الأطباء لتصريف السائل، بإبرة.
رأس الميدوسا
من أكثر علامات أمراض الكبد إزعاجاً ظاهرة تُعرف بـ “رأس الميدوسا”. وهي علامة جسدية على ارتفاع ضغط الدم البابي، وتؤثر على الأمعاء، والطحال، والبنكرياس، والكبد، وتتجلى على شكل أوردة متورمة تشبه الثعبان تشع من منطقة السرة. وقالت الدكتورة ديشاور: “عندما يجد الدم صعوبة في التحرك عبر الكبد المتندب، فإنه يجد مسارات جديدة. تبدأ الأوردة الصغيرة تحت الجلد حول السرة في الانتفاخ”. ويُشكّل هذا نمطاً يشبه الشبكة، يطلق عليه “رأس ميدوسا”، نسبةً إلى شخصية شعر الأفعى في الأساطير اليونانية.
ولا تقتصر المشكلة على الأوردة المرئية فحسب، بل تشمل أيضاً دوالي المريء، التي قد تتورم وتنفجر داخلياً، خاصةً في المريء. وتؤكد ديشاور أنه يُعدّ من أخطر مضاعفات أمراض الكبد، لأنه عند تمزق وريد منتفخ وغير طبيعي، فقد يُؤدي ذلك إلى نزيف يُهدد الحياة.
احمرار اليدين
من الأعراض الأكثر شيوعاً لأمراض الكبد، الحالة تُعرف التي بـ”احمرار راحة اليد” بسبب ارتفاع مستويات الإستروجين، لأن الكبد لا يستطيع تكسير الهرمون بشكل صحيح.
وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى علامة دالة أخرى/ مثل الشامات العنكبوتية، أو طفح جلدي صغير، لدى الرجال والنساء.
الشامات العنكبوتية
وتوضح ديشاور “تبدو الشامات العنكبوتية مثل نقاط حمراء صغيرة تتفرع منها أوعية دموية صغيرة. عند الضغط عليها، تختفي، ثم تمتلئ مجدداً عند إفلاتها”. ويعتبر ظهور واحدة أو اثنتين منها طبيعياً، فإن ظهور 3 أو أكثر يشير إلى ارتفاع مستوى الإستروجين، خاصةً عندما لا تكون المرأة حاملًا. وبالعودة إلى اليدين، فإن ضمور العضلات، قد يكون مدعاة للقلق أيضاً. وتقول ديشاور: “يساعد الكبد على استقلاب العناصر الغذائية وتخزين الطاقة. وعندما يفشل، يبدأ الجسم في تكسير العضلات للحصول على الطاقة”.
ويمكن ملاحظة ضمور العضلات المبكر في أمراض الكبد على شكل ترقق أو تجويف واضح في عضلات اليدين والصدغين، مع بروز العظام ومناطق غائرة.