السياسي – نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرا أعدته ليز كرامبتون قالت فيه إن دونالد ترامب فاز بديربورن بولاية ميشيغان، وهي تجمع عربي أمريكي تقليدي ديمقراطي، وذلك بفضل الاستياء من كامالا هاريس وموقف إدارة بايدن من حرب غزة. ولكن بدأ البعض الآن يشعر بالندم.
وبعد أن كشف ترامب عن خطة “للسيطرة” على غزة ونقل ما يقرب من مليوني فلسطيني إلى دول مجاورة، التزم اثنان من رؤساء البلديات في المنطقة الذين دعموا ترامب الصمت. وقد أصيب بعض سكان ديربورن بالرعب من موقف الرئيس تجاه الفلسطينيين.
وشعر الناس في ديربورن “بغضب شديد وخيبة أمل تجاه الرئيس الذي كذب على مجتمعهم لسرقة بعض أصواتهم”، كما قال أسامة السبلاني، محرر صحيفة ديربورن “عرب أمريكان نيوز”.
وتوقع السبلاني، الذي رفض تأييد ترامب في السباق الرئاسي، أن “يفشل” الاقتراح، وقال إن الرئيس “يتصرف مثل زعيم عصابة وليس أقوى دولة في العالم. وهذا عار”.
وصف أحد القادة في ديربورن، الذي طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة، شعورا بالندم بين بعض أفراد المجتمع العربي الأمريكي الذين صوتوا لصالح ترامب أو امتنعوا عن التصويت في الانتخابات ولكنهم الآن “يعتقدون أنهم أخطأوا ولكنهم لن يعترفوا بذلك”.
وقبل فترة ليست طويلة، كان العرب الأمريكيون يحتفلون باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس – والذي أشاد البعض بترامب لمساعدته في التوصل إليه قبل أيام من تنصيبه. ثم جاءت تصريحاته هذا الأسبوع – والانزعاج بشأن رغبته في إعادة تطوير غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
أعادت “مجموعة عرب أمريكيون من أجل ترامب”، وهي المجموعة التي ساعدت في التواصل مع الحملة، تسمية نفسها باسم “العرب الأمريكيون من أجل السلام” في الساعات التي أعقبت تصريح ترامب بأن الولايات المتحدة ستتولى ملكية غزة.
وقال سام بيضون، مفوض مقاطعة وين الديمقراطي في ديربورن: “ستظل غزة دائما جزءا من دولة فلسطينية مستقبلية، وليس منتجع كازينوهات”.
وفي مدينة بيضون، أعادت تصريحات ترامب وتحالفه مع إسرائيل، إشعال نقاش كان محتدما في الفترة التي سبقت انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر. لقد امتنع العديد من الأمريكيين العرب الذين يعيشون هناك والذين صوتوا تاريخيا ككتلة للديمقراطيين، عن التصويت، أو صوتوا للمرشحة المستقلة جيل ستاين أو تأرجحوا في دعمهم لترامب، غاضبين من دعم إدارة بايدن لإسرائيل ومنتقدين هاريس لرفضها الدعوة إلى فرض حظر على الأسلحة.
كان اثنان من رؤساء بلديات المنطقة، عمدة ديربورن هايتس بيل بازي وعمدة هامترامك عامر غالب، قد شاركا في الحملة الانتخابية مع ترامب، مشيرين إلى أنه سيفي بوعده بتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، برز عمدة ديربورن عبد الله حمود كزعيم للحركة “غير الملتزمة” التي حفزت الاحتجاجات المناهضة للحرب في الحرم الجامعي في جميع أنحاء البلاد ورفض دعم هاريس.
وهذا الأسبوع، لم يستجب بازي وغالب لطلبات متعددة للتعليق. على منصة إكس، قال حمود إن اقتراح ترامب “يمثل فصلا آخر في الإبادة الجماعية المستمرة ونشر القوات الأمريكية واستخدام أموال دافعي الضرائب لغزو غزة أمر لا يمكن الدفاع عنه أخلاقيا”.
وقال بعض الأمريكيين العرب، الذين ينظرون إلى رغبة ترامب في إبعاد سكان غزة باعتبارها تأييدا للتطهير العرقي، إنهم يرون أن الفكرة غريبة للغاية ولن تتحقق أبدا. وإن الاستيلاء على هذا النوع من الأراضي من شأنه أن يرقى إلى أكبر مشاركة أمريكية في الشرق الأوسط منذ حرب العراق.
وبينما ينتقدون ترامب، لا يوجد شعور عام في ديربورن بأن هاريس كانت ستكون أفضل.