عقوبات على الاسمدة الروسية تضع فقراء العالم تحت المقصلة الغربية

فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على قطاع الاسمدة الروسي ومنع استيراده، في خطوة ستصيب الدول الفقيرة في مقتل ، سيما وانها كانت تستفيد من القمح الروسي بشكل مجاني او باسعار مخفضة

قرار الاتحاد الاوربي بحظر استيراد الاسمدة الروسية،  جاء بعد اسابيع من فشل الدولة الاوكرانية تنفيذ التزاماتها التي قطعتها امام الامم المتحدة بشان تصدير القمح الى الدول الفقيرة مجانا، وخلال التعهد، طرحت اوكرانيا نفسها كاحدى الدول العظمى في تصدير القمح والحنطة، بالاضافة الى رغبتها في بيع وليس منح تلك الكميات التي تخزنها.

اللافت ان الدول الغربية تعمل على حرمان الدول الفقيرة من امدادات القمح بهدف الوصول الى مرحلة تستطيع التحكم بقراراتها بشكل كامل، وتوجيهها سياسيا بما يخدم المصالح الغربية على حساب البطون الخاوية والمعد الفارغة

المؤكد ان روسيا التي تتعايش مع العقوبات ولا تزال في صدارة العالم في العديد من المجالات لن تتاثر، والمتأثر  هو الطرف الاخر تماما كما حصل عند فرض حظر على الغاز الروسي حيث تجمدت اوربا

يرى محللون ان الشعب الأوروبي هو المتضرر الأول والأكبر من وقف استيراد الأسمدة، لأن صناع القرار في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتعاملون بمنطق أمني، فيما المواطنين يفكرون بمنطق اجتماعي. وتوقع أن النقابات وجمعيات المزارعين سيرفضون العقوبات، خاصة مع ارتفاع الأسعار ونقص الأسمدة وتراجع مستويات المعيشة”.
وفي وقت سابق من اليوم، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نية الاتحاد الأوروبي التخلي تماما عن الأسمدة المعدنية الروسية، بأنها “غباء محض”.
وجاءت تصريحات الرئيس بوتين، خلال لقائه اليوم الخميس، برئيس الجمعية الروسية لمنتجي الأسمدة أندري غورييف، حيث ناقشا خطط الاتحاد الأوروبي لفرض حظر شبه كامل على توريد الأسمدة المعدنية الروسية.

وأشار بوتين إلى أن هذا القرار “غبي تماما” من الناحية الاقتصادية ومن منظور مصالح الزراعة الأوروبية، مضيفًا أن “هذا الأمر سيؤثر في نهاية المطاف على أسعار المواد الغذائية”.

في سياق التعهدات التي قدمتها اوكرانيا للامم المتحدة والمشار اليها أنفا، حيث لم تقدم كييف من خلال برنامج اممي لدعم الدول الفقيرة الا كمية سخيفه جدا، بلغت اقل من  544 طنا فقط لاغير، على الرغم من ان الامم المتحدة سجلت بيع كييف لزبائنها 27.7 مليون طن، خلال عام واحد، لتكون قد تخلت عن تعهداتها وخذلت برنامج الغذاء العالمي والشعوب الفقيرة التي تعهدت بمساعدتها

الملامح الاولى لما اقدمت عليه كييف، تشير الى محاولة دفع الامم المتحدة والعالم للاعتماد على القمح والاسمدة الاوكرانية فقط، وتحاول تلك الدولة المنهارة والتي تذهب زحفا ، لقلة حيلتها وامكانياتها، الى مفاوضات سلام ووقف الحرب والهجمات عليها تغيير معالم الخريطة الغذائية، و تعزيز العقوبات الغربية على روسيا.