السياسي -وكالات
تخيل أنك قادر على “إيقاف” أفكارك المتسارعة من خلال دفعة مدتها 40 ثانية من النبضات المغناطيسية، بالنسبة لمن يعانون من الأرق المزمن، قد يصبح هذا حقيقة واقعة قريباً، حيث يعمل باحثون في جامعة أريزونا على تطوير جهاز لهذا الهدف.
ووفق “ستادي فايندز”، يعمل فريق البحث لتطوير هذا النهج العلاجي لمكافحة الأرق بين أفراد الجيش، حيث تؤثر المشكلة على حوالي 85% من أفراد الخدمة.
وينطلق الدكتور ويليام سكوت كليغور وفريقه في تطوير هذا التدخل غير الدوائي من جوهر المشكلة، وهو: عدم القدرة على تهدئة العقل.
ويشرح كليغور: “يصف العديد من الأشخاص الذين يعانون من الأرق عدم قدرتهم على (إيقاف) أفكارهم عند محاولة النوم”.
شبكة الوضع الافتراضي
ويتابع كليغور: “السبب؟ شبكة دماغية تسمى شبكة الوضع الافتراضي (DMN)، والتي تصبح مفرطة النشاط أثناء الراحة، وتنتج تياراً مستمراً من الحوار الداخلي والهموم والتأملات”.
والحل الذي يخضع للتطوير والتجربة هو: جهاز محمول يستخدم نبضات مغناطيسية مستهدفة لتعطيل هذه الشبكة الدماغية المفرطة النشاط مؤقتاً.
وفي غضون 40 ثانية فقط، يرسل الجهاز دفعات مغناطيسية سريعة ومتكررة إلى مناطق معينة من الدماغ، ما يؤدي فعلياً إلى “إسكات” الثرثرة العقلية التي تبقي الناس مستيقظين.
تحفيز مغناطيسي
وأظهرت الدراسات الأولية بالفعل نتائج واعدة.
وشهد المشاركون تحسناً في النوم بعد جلسة واحدة فقط، مما يسميه الباحثون “تحفيز انفجار ثيتا المستمر”.
والآن، يطلق فريق البحث دراسة أكثر شمولاً لمدة 3 سنوات، تشمل 120 مشاركاً يعانون من الأرق المزمن، ولا تقتصر على أفراد الخدمة العسكرية.
وما يجعل هذا النهج مقنعاً، بحسب فريق البحث، هو طبيعته غير الجراحية. على عكس حبوب النوم التي يمكن أن يكون لها آثار جانبية كبيرة، فهذه الطريقة تستخدم تحفيزاً مغناطيسياً قصيراً ومقبولًا.
وسيتم مراقبة المشاركين باستخدام أجهزة تتبع النوم المتقدمة وأجهزة مراقبة موجات الدماغ المحمولة، لتقييم التحسن قصير المدى والمستدام.