علي وجانيت – زوجين جمعهما الحب وفرقهما ترامب

السياسي – تشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، انقسامات حادة بين الناخبين، وصلت حتى بين الأزواج المتواجدين جنباً إلى جنب تحت سقف واحد.

يعيش علي الشذر، أمريكي من أصول عراقية، مع زوجته جانيت كرلينا، الأمريكية من أصول مكسيكية، في ولاية أوريغن بغرب الولايات المتحدة الأمريكية.

تعمل كرلينا في المجال الطبي، في حين أن زوجها عسكري أمريكي متقاعد. يتفق الاثنان في معظم الأمور، لكنهما اختلفا بشأن اختيار مرشحهما في الانتخابات الرئاسية، حيث اتخذ كل منهما قراره بشكل مستقل.

وصوّت الشذر في الانتخابات المبكرة لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بينما اختارت كرلينا المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس. ورغم هذا الاختلاف، يقول الشذر: “هذه عظمة الديمقراطية في أمريكا”.

من جهتها، قالت كرلينا: “الأهم أن نتفق ونتفاهم في حياتنا اليومية. أما السياسة فهي ككرة القدم، كل منا يشجع فريقه المفضل”.

-اختلافات سياسية

اختارت كرلينا دعم المرشحة الديمقراطية بسبب مواقفها المؤيدة لملف الهجرة، خاصة أن والديها يعيشان في الولايات المتحدة منذ سنوات دون أوراق قانونية؛ هذا الموقف كان حافزاً لها، على عكس ترامب المعروف بمواقفه الصارمة تجاه الهجرة، خاصة في ما يتعلق بالحدود مع المكسيك، موطن أصولها.

أما الشذر، فقد دفعته خدمته السابقة في الجيش الأمريكي إلى انتخاب ترامب، قائلاً: “هذا الرجل سيعيد أمريكا قوية، فهو يتعامل بحزم وصلابة”.

وقال موقع “الحرة” إن مواقف الأمريكيين من أصول عربية تتفاوت بشكل كبير في هذه الانتخابات، فالأحداث في الشرق الأوسط، مثل تلك التي وقعت في غزة ولبنان، لعبت دوراً في تغيير آراء بعض الناخبين، إلا أنها لم توجه أغلبية العرب والمسلمين نحو مرشح واحد فقط.

-مواقف عرب أمريكا

نور الدين أمين، الذي وصل إلى الولايات المتحدة عام 2014، شارك لأول مرة في هذه الانتخابات واختار التصويت لهاريس، على عكس أصدقائه الذين فضلوا ترامب. يعتبر أمين قضايا الهجرة والحريات أولويته الأساسية، ويقول: “كوني مهاجراً، أريد دعم هذا الملف لمساعدة الآخرين. للأسف، هناك من استفاد من ملف الهجرة، ثم يقف ضده الآن”.

من ناحية أخرى فإن، دينا ضاعن، التي وصلت إلى أمريكا عام 2016، لم تكن قد حسمت قرارها حتى وقت إعداد التقرير، لكنها كانت تميل إلى عدم التصويت لترامب أو هاريس، وفكرت في دعم مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، أو عدم التصويت مطلقاً، مشيرة إلى أن الحزبين الرئيسين لم يقدما حلولاً كافية لمشكلات الشرق الأوسط أو قضايا المهاجرين.

أما بهاء عفيفي، فقد اختار بوضوح دعم جيل ستاين، معبّراً عن “غضبه” من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وقال: “موقف ستاين مشرف من القضية الفلسطينية. هذه قضيتي”، مضيفاً أن برنامجها الذي يدعو للحق والعدالة كان دافعاً له لدعمها.

ورغم أن الشذر صوّت لترامب، إلا أنه يأمل في أن يتبنى سياسات إيجابية تجاه ملف الهجرة، مما قد يساعد عائلة زوجته في الحصول على أوراق قانونية. وفي المقابل، تؤكد كرلينا أنها تحترم اختيارات زوجها وتقول: “اختار ما يراه مناسباً، وهذه عظمة الديمقراطية في أمريكا”.

شاهد أيضاً