معاريف- بقلم آفي أشكنازي – 7/8/2025
نشرت جامعة تل أبيب أمس دعوة لندوة “أسد صاعد”. وسيلقي في الندوة كلمة نائب رئيس الأركان، اللواء تمير يداعي. وجاء في الدعوة بأن مشاركته “مشروطة بإقرار نهائي” من جانبه.
جدول أعمال جنرالات هيئة الأركان دينامي، وقد يجد اللواء نفسه وهو واحد من الثلاثي المرشح لمنصب رئيس الأركان في الجولة الأخيرة، يقود الجيش إلى احتلال القطاع.
ينعقد الكابنت السياسي الأمني هذا المساء، وعلى الطاولة مسألة كيف ستواصل إسرائيل القتال في غزة. يطالب رئيس الوزراء نتنياهو، حسب ضغط التيار اليميني في الحكومة، باحتلال قطاع غزة كاملاً. بالمقابل، المستوى العسكري معني باستغلال الفضائل التي حققها حتى الآن لتنفيذ تطويق واجتياحات.
أولاً، يجب عرض الأمور التي لا خلاف فيها بين المستوى السياسي والعسكري _ حماس تعاند كالبغل.
هي متمترسة تحت الأرض داخل مدينة غزة ومخيمات الوسط. وتفهم بأن المخطوفين ذخرها. حجم قوات حماس المتبقين في الميدان هو بضع مئات من المخربين الذين يتموضعون في مناطق محددة من مدينة غزة ومخيمات الوسط.
فكرة نتنياهو هي حيوية دخول مكثف لفرق وألوية إلى 20 في المئة من أراضي القطاع التي لا يستولي عليها الجيش الإسرائيلي. يدور الحديث عن منطقة مأهولة باكتظاظ، وحسب التقديرات الاستخبارية، هي ملغمة ومفخخة بمعظمها.
خطة نتنياهو هي تنفيذ خطوة سريعة بالاحتلال وحسم حماس. هو لا يعرض الآن المرحلة التي ستأتي بعد الحسم. ما مصير المناطق التي ستحتل؛ إذا استهدفت الخطوة تنفيذ خطة وزراء اليمين المتطرف واحتلال المنطقة وإخراج السكان الغزيين منها والاستيطان الإسرائيلي، فهذا ليس جزءاً من أهداف الحرب.
موقف الجيش هو أن حملة “عربات جدعون” جلبت حماس إلى طاولة المفاوضات، وكان ممكناً الوصول إلى اتفاق لتحرير قسم من المخطوفين. بالنسبة لاحتلال القطاع، سيعرض الجيش الإسرائيلي هذا المساء الثمن الذي قد تدفعه إسرائيل.
التقدير، أن معظم المخطوفين الأحياء، بل جميعهم، سيلقون حتفهم في المناورة، سواء بأعمال قتل ينفذها آسروهم أو بنار خاطئة من قواتنا.
الثمن الآخر هو عدد الضحايا من الجيش الإسرائيلي الذي -حسب التقدير- سيصل إلى بضع عشرات إلى جانب مئات الجرحى. يقدر الجيش أن احتلال المنطقة سيستغرق نحو شهرين إلى ثلاثة على الأقل، وأن خطوة تطهير الأنفاق في المجالين ربما يستغرق نحو سنتين أخريين.
في نهاية الخطوة، حسب الجيش، سيكون ملزماً بإقامة نظام عسكري في غزة، ويهتم بنواقص نحو 2 مليون نسمة. في مثل هذه الحالة، فإن العبء على المجتمع الإسرائيلي هو تجنيد فوري واسع لعشرات آلاف جنود الاحتياط، وتجنيد كل ألوية النظامي لتعود إلى القطاع في قطاع غزة منذ الأيام القريبة القادمة، وستطالب القوات بأن تقاتل حتى في أعياد “تشري”.
يقول الجيش إن الجيش نجح على مدى سنتين في تحقيق عدد كبير من الإنجازات في غزة. أولاً، لم تعد حماس جيش إرهاب، بل مجموعة تخوض حرب عصابات دون قيادة مركزية، ودون تبادلية بين القوات، ودون خطوط تموين وتسليح.
لقد نجح الجيش الإسرائيلي في تطويق قوات حماس في مخيمات الوسط وفي مدينة غزة، في ظل المس بالمجالات التحت أرضية، مما يقطع أجزاء كبيرة من الأنفاق التي تربط بين المناطق. والأمر يستوجب من رجال حماس الذين يريدون الخروج من المنطقة أن يفعلوا هذا من فوق الأرض.
الأمر الهام الثاني هو الاستيلاء على امتداد 70 – 80 على طول شرق القطاع، إضافة إلى الاستيلاء على محور فيلادلفيا، ومحور موراغ، والمجال الشمالي. الفكرة التأسيسية لرئيس الأركان هي أن جنود الجيش الإسرائيلي لن يكونوا عرضة للإصابة من قوات حرب العصابات. واضح أن المنطقة موضع الحديث ملغومة ومليئة بالعبوات والكمائن، غير أن مقاتلي الجيش قد يستغلون التفوق الذي تحقق لصيد العدو وإبادته.
التقدير هو أن الخطتين اللتين ستعرضان هذا المساء في الكابنت ستفحصان في نهاية الأسبوع. وسيحسم الأمر في بداية الأسبوع القادم. إذا تقررت خطوة الاحتلال سيكون مشوقاً معرفة كيف سيتصرف رئيس الأركان أيال زامير. هل سيضع المفاتيح؟ ثمة محافل في محيطه تقول إن الفريق زامير لا يفكر بالاستقالة حالياً. بزعمهم، “الموضوع لم يطرح على الإطلاق. هو ملتزم بقادة وجنود الجيش، وبأمن دولة إسرائيل. إذا أصدر له المستوى السياسي تعليمات بتنفيذ خطوة لا ينسجم معها، فسيكون مطالباً مع نفسه باتخاذ القرارات”. في حالة متطرفة يقرر فيها زامير الاعتزال، فسيكون نائبه اللواء تمير يداعي، مطالباً بإدارة المعركة فوراً.
من المهم أن نفهم بأن تحريك القوات باحتلال كامل ليس فورياً، لأن الاقتحام إلى الداخل قد يبدأ بموجب ذلك. بالنسبة لتطويق القطاع، هذه خطوة قد تتدحرج في غضون ساعات من لحظة اتخاذ القرار.