السياسي –
شهد مطار هيثرو الدولي حادثة خرق أمني وُصفت بـ “الجسيمة”، بعد رجل في تخطي كافة الحواجز الأمنية والصعود لمتن رحلة الخطوط الجوية البريطانية المتجهة إلى أوسلو، دون حوزته بطاقة صعود أو حتى جواز سفر، مما تسبب في حالة استنفار أمني واسع
حدثت الواقعة صباح السبت، عندما استغل شاب في أواخر العشرينيات، ذو مظهر “غير مهندم”، الزحام في “صالة المغادرة 3”. وبدلاً من اتباع الإجراءات القانونية، استخدم أسلوب “التتبع اللصيق”، حيث انسل خلف الركاب في النقاط التي تتطلب مسح تذاكر الطيران، متجاوزاً البوابات الإلكترونية ببراعة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل نجح الشاب في خداع موظفي تسجيل الوصول عند البوابة النهائية، متظاهراً بأن أحد أفراد عائلة كانت تعبر الفحص في تلك اللحظة، ليجد نفسه داخل الطائرة المكتظة بالمسافرين، وفقاً لما ورد في “مترو”.
“لعبة المقاعد” كشفت المستور
على متن الطائرة، بدأت الخدعة في الانكشاف، حيث لاحظ طاقم الضيافة تحركات غريبة للشاب الذي استمر في تبديل مقعده بشكل مريب. وعند مطالبته بوثائق سفره، عجز عن تقديم أي مستند، مما دفع الطاقم لإعلان حالة الطوارئ واستدعاء الشرطة المسلحة التي اقتحمت الطائرة واقتادته إلى الخارج.
يروي مايك لاكورت، الخبير في التحقيقات الخاصة وأحد ركاب الرحلة، تفاصيل المواجهة قائلاً: “كان الرجل يبدو غريباً ببدلته الرياضية الباهتة وحقيبته الصغيرة، ومن الواضح أنه لم يكن يملك أي حق قانوني للتواجد هنا”.
الحادثة لم تمر بسلام، إذ أُجبر جميع الركاب على إخلاء الطائرة وإعادة الخضوع لفحوصات أمنية دقيقة، بينما قامت كلاب بوليسية بتمشيط المقصورة بالكامل بحثاً عن أي تهديدات محتملة، ما أدى لتأخير الرحلة لأكثر من 3 ساعات.
فشل أمني جسيم
وصف فيليب باوم، خبير أمن الطيران، ما حدث بأنه “فشل أمني جسيم”، مؤكداً أن قدرة شخص على تجاوز عدة نقاط تفتيش في واحد من أكثر مطارات العالم ازدحاماً تثير تساؤلات مقلقة حول كفاءة الأنظمة الحالية.
واكتفت إدارة مطار هيثرو بالقول إن القضية “قيد التحقيق”، فيما بقي الركاب في حالة استياء، خاصة بعد تعويضهم بقسيمة زهيدة بقيمة 10 جنيهات إسترلينية فقط، لا يمكن صرفها إلا عبر تطبيق هاتفي.
