ليس غريبا أن تظهر نتائج استطلاعات الرأي الاسرائيلية أن 2% فقط من الجمهور الاسرائيلي يرى أن اسرائيل تستخدم “القوة المفرطة” في عدوانها على قطاع غزة. وليس غريبا أن نرى جنود الاحتلال في قطاع غزة يتباهون على مواقع التواصل الاجتماعي في قتل النساء والأطفال أو في تدمير المربعات السكنية، أو في أسر الرجال والنساء وإختطافهم وتعذيبهم. ليس غريبا كل هذا، لأن الاجابة على هذا التطرف والارهاب الصيوني بسيطة جدا، وهي أن المناهج التعليمية الاسرائيلية متطرفة وتبث العنف والكراهية ضد العرب الفلسطينيين. وهذا بالضبط ما توصلت الىه مخرجات المنتدى العلمي للمناهج التعليمية الفلسطينية والاسرائيلية الذي عقد في رام الله قبل عدة أيام.
إن النظام التعليمي الاسرائيلي يقوم على بناء هوية عنصرية ومتطرفة لدى الأطفال الاسرائيليين، وتقوم هذه العملية على عدة أسس أهمها:
1 – إن الاسرائيليين هم شعب الله المختار وإن العرب وغيرهم من غير اليهود (الجويم) خلقوا من أجل خدمة اليهود.
2 – إن فلسطين هي أرض الميعاد للإسرائيليين وهي كانت دولتهم قبل ثلاثة آلاف سنة، وأخرجوا منها، والأن لهم الحق الديني والتاريخي للعودة الى بلدهم الأصلي (اسرائيل) من أجل اقامة دولتهم فيها.
3 – ان العرب الفلسطينيين هم حالة طارئة على أرض اسرائيل وبالضرورة وبعد أن نجح اليهود بالعودة الى بلدهم الديني والتاريخي فإن العرب يجب أن يغادروا طوعا أو قسرا الى الخارج.
4 – إن قيام الفلسطينيين بمقاومة اسرائيل هو إرهاب ويجب أن يقابل برد عسكري عنيف وشامل من قبل اسرائيل.
5 – كلما نجحت اسرائيل بقتل مزيد من الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين، فإن ذلك سيكون مفيدا وضروريا لبقاء اسرائيل، لأن هؤلاء وإن لم يكونوا يشكلون خطرا حاليا على إسرائيل فإنهم سيشكلون خطرا في المستقبل، ولهذا يجب التخلص منهم.
في الواقع، تعتبر هذه المبادئ الخمسة هي الأسس الأساسية لنظام التربية الاسرئيلية سواء كانت هذه الأسس في المنهج التعليمي المدني أو التوراتي أو في الأسرة أو في الجيش أو في العمل، وهي في مجملها تجعل الاسرائيلي صهيونيا بإمتياز، يستطيع أن يبرر أعمال دولة اسرائيل الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني بأنها ضرورة لحماية أمن دولتهم أو بأنها نوعا من الجهاد المقدس في سبيل الدخول الى الجنة وإرضاء الله.
ان مثل هذا النظام التربوي العنصري والمتطرف يجب أن يواجه من قبل الأمم المتحدة والوكالات الحكومية وغير الحكومية المختصة، وأيضا من قبل الدول والمنظمات المانحة لدعم التعليم، وذلك باعتبار طبيعة المناهج التعليمية الاسرائيلية لكونها مناهج تدعو الى الكراهية والعنف والأبرتهايد. وفي السياق، فإن فرض عقوبات على النظام التعليمي في اسرائيل ووقف التبادل التعليمي والأكاديمي مع اسرائيل سيساهم لامحالة في الضغط على حكومة الاحتلال من أجل تعديل مناهجها وإشاعة قيم التسامح والمساواة والعدالة. وحينها فقط يمكن أن يتحقق الأمن والسلام في المنطقة.