يقول القيادي في حماس خليل الحية (نشعر بالخذلان الحقيقي من الأمة غير مسبوق) ويستعمل كغيره مصطلح (الأمة) بصيغة غامضة ،هل هي الأمة العربية أو الإسلامية أو الفلسطينية أم يقصدون كل هؤلاء؟ ولا يسألون أنفسهم لماذا خذلتهم الأمة؟
لو كانوا عقلاء لأخذوا عبر من التاريخ، وأهمية التاريخ ليس في مجرد سرد أحداث الماضي بل استخلاص الدروس والعبر وعدم تكرار أخطاء الأولين.
ولكن لأنهم يعتقدون أن المقاومة وحتى الإسلام في فلسطين بدأ معهم ولأنهم لا يعترفون ولا يحترمون تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية فقد تجاهلوا تجربتها مع العدو والمنتظم الدولي ومع الأنظمة العربية والإسلامية،
فهم يستغربون تخاذل (الأمة) في نصرتهم!!
كان على حماس الاستفادة من تجربة منظمة التحرير في الأردن وكيف كان قرار النظام الأردني تصفية الوجود العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية وكانت مجازر ايلول الأسود عام ١٩٧٠ ووقوف العالم و(الأمة) متفرجة،وقبِل الزعيم أبو عمار بمبادرة جمال عبد الناصر بإخراج قوات الثورة الفلسطينية من الأردن إلى لبنان تجنباً لمزيد من الخسائر وربما إحساساً منه بوجود أخطاء وتجاوزات من بعض الفصائل.
وخلال غزو إسرائيل للبنان ١٩٨٢ وصمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية حوالي ٨٨ يوم والأمة العربية والإسلامية تتفرج وكانت المظاهرة الوحيدة التي خرجت مستنكِرة ورافضة للحرب كانت في إسرائيل ،وحينها صرخ الزعيم أبو عمار (يا وحدنا) واضطر لإخراج قوات المنظمة من لبنان حماية للمدنيين اللبنانيين والفلسطينيين.
ولو أخذوا عبرة من التاريخ لاستفادوا من تجربة حصار أبو عمار في مقره في المقاطعة في رام الله أثناء اجتياح جيش الاحتلال للضفة عام ٢٠٠٢ دون أن تتحرك الأمة التي يتحدث عنها قادة حماس حتى منعوه من إلقاء خطاب عن بعد في قمة بيروت واستمر محاصراً طوال عامين والعالم يتفرج ،حتى حركة حماس نفسها كانت تناصبه العداء واستغلت حصاره لتعزيز تواجدها في الضفة وغزة وإثارة الفتنة والفوضى.
وبالرغم من كل ما جرى لم تنتهي القضية الفلسطينية ولم تستسلم القيادة بل خلال تلك الفترة تعزز وجود القضية الوطنية دولياً وصمود الشعب داخلياً بالرغم من مواصلة الاستيطان وفشل كل مشاريع التسوية العادلة.
الآن يتساءل قادة حماس أين الأمة ولماذا خذلتهم ؟دون أن يسألوا أنفسهم ،هل استشاروا الأمة عندما قاموا بطوفانهم؟ وهل استشاروا الأمة الإسلامية عندما تحالفوا مع إيران دون غيرها من الدول الإسلامية، ومع قطر دون غيرها من الأمة العربية،وبين هاتين الدولتين والأمتين خلافات يعرفها الجميع ؟
المشكلة ليست خذلان الأمة ففط بل جهلهم وفشل مراهناتهم بعد أن تخلت عنهم قطر وانفك عنهم محور إيران الشيعي،وما زالوا يكابرون.