السياسي –
تتجه أنظار العالم حالياً نحو مدينة القاهرة، حيث يترقب المجتمع الدولي افتتاح المتحف المصري الكبير خلال أيام معدودة، الحدث الذي يمثل تتويجاً لسنوات طويلة من العمل المستمر في الحفاظ على تراث الحضارة المصرية القديمة.
موعد الافتتاح والفئات المدعوّة
من المقرر افتتاح المتحف المصري الكبير يوم السبت 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، حيث يتأهب الصرح الأثري الأضخم لاستقبال رؤساء وملوك وقادة دول، إضافة إلى نخبة من الشخصيات الثقافية والفنية والإعلامية.
وتظل أبواب المتحف مغلقة أمام الجمهور حتى 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، في إطار التجهيزات النهائية التي تشمل العروض الاحتفالية والبنية التحتية والمرافق.

إجازة رسمية
أعلنت الحكومة المصرية أن يوم السبت 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025 سيكون إجازة رسمية مدفوعة الأجر لكافة العاملين في الوزارات والهيئات الحكومية، وموظفي شركات القطاع العام والخاص، احتفالاً بافتتاح المتحف المصري الكبير.
وجاء القرار ضمن الاستعدادات الرسمية لتكريم هذا الحدث الثقافي العالمي، وإتاحة الفرصة للجمهور والعاملين لمشاركة الاحتفالية ومتابعة فعاليات الصرح الحضاري الجديد.
موقع استراتيجي
يقع المتحف المصري الكبير عند بداية طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، ويطل مباشرة على هضبة أهرامات الجيزة، ليشكل امتداداً طبيعياً للعجائب الفرعونية.
وتبلغ مساحة المشروع أكثر من 500 ألف متر مربع، تشمل قاعات عرض ضخمة، ساحات مفتوحة، مناطق ترفيهية وتجارية، مركز ترميم ومختبرات بحثية عالمية، ليصبح بذلك أكبر متحف أثري مخصص للحضارة المصرية القديمة على مستوى العالم.

التحضيرات النهائية
استكملت محافظة الجيزة والقاهرة أعمال تطوير شاملة للطرق المحيطة بالمتحف، شملت رصف وتوسعة طريق الفيوم، وتحسين الإنارة، وزراعة آلاف الأشجار والنخيل، وتنسيق المسطحات الخضراء، وتركيب شاشات عرض في الميادين الرئيسية لبث محتوى تعريفي بالمتحف.
كما جرى رفع كفاءة طريق مطار القاهرة الدولي لضمان وصول الضيوف من الوفود الرسمية بسلاسة، مع طلاء الأسوار، إعادة تخطيط الجزر الوسطى، وتطوير اللاند سكيب على طول الطريق.
كنوز توت عنخ آمون
يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور الفرعونية، أبرزها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، التي تتضمن أكثر من 5000 قطعة، تُعرض لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922.

وقد نقل التابوت الذهبي إلى المتحف في 2019، وخضع لعمليات ترميم دقيقة استعداداً للعرض التاريخي.

تفاصيل حفل الافتتاح
يقود المايسترو ناير ناجي الأوركسترا الرسمية في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي يشهد مشاركة نحو 250 فناناً، بينهم أكثر من 120 موسيقياً مصرياً، بالإضافة إلى موسيقيين يمثلون أكثر من 70 جنسية مختلفة، في عرض فني متكامل تحت عنوان “رسالة للسلام”.

ويتميز الحفل بدمج الموسيقى الكلاسيكية مع العروض البصرية الحديثة، حيث صُممت الإضاءة والشاشات الكبيرة لتسليط الضوء على المعروضات التاريخية وخلق تجربة تفاعلية للزوار، تعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة في إطار عصري عالمي.
وستشارك حفيدتا الفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة، أميرة ومريم، كعازفتين سولُو ضمن الأوركسترا الرسمية في حفل الافتتاح، وستسافران من النمسا خصيصاً لهذه المناسبة، بعد أن حصدتا إشادات واسعة في حفلاتهما السابقة مع أوركسترا إذاعة النمسا.

تصميم الدعوات الفخم
صاغت إدارة المتحف المصري الكبير دعوات حفل الافتتاح بطريقة فخمة ومبتكرة تعكس عراقة الحضارة المصرية وروعتها المعمارية.
وحملت الدعوات تصميماً استثنائياً على هيئة بردية مصرية قديمة، مطوية داخل تابوت ذهبي مصغّر للملك توت عنخ آمون، ما جعلها قطعة فنية قائمة بذاتها تتماشى مع أهمية الحدث، لتتحول إلى رمز فخر ثقافي يعكس اهتمام مصر بتقديم تراثها العالمي بشكل ملفت للنظر.
وأثارت هذه الدعوات اهتمام النخبة العالمية، حيث استقبلها عدد من الشخصيات الدولية بنشر صورها والاحتفاء بها على مواقع التواصل، مثل عالم الآثار الياباني البروفيسور يوشيمورا، الذي عبّر عن إعجابه بفكرة تصميم الدعوة وتفردها.
كما جرى تسليم الدعوات الرسمية إلى قادة الدول ضمن بروتوكول رسمي، ترافق معها هدايا تذكارية تشمل مجسماً مصغراً للمتحف.
الدعاية للمتحف الكبير
أعدّت محافظة القاهرة حملة دعائية واسعة النطاق تمثلت في تغطية 100 أتوبيس للنقل العام بملصقات إعلانية خاصة بافتتاح المتحف المصري الكبير، ضمن الاستعدادات النهائية لهذا الحدث العالمي.
وشملت الحملة تصميم اللوحات الإعلانية والمضيئة التي تسلط الضوء على تاريخ مصر عبر العصور، ما يمنح الزائر لمحة فنية وثقافية قبل وصوله إلى المتحف.
وأوضح الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، أن الحملة تهدف إلى تعزيز الرؤية البصرية للطريق الدائري وربط المواصلات العامة بهوية بصرية متكاملة، تتضمن طلاء المباني بألوان متناسقة، وزراعة الأشجار والنخيل، وتوزيع شاشات العرض لتقديم محتوى تفاعلي عن الحضارة المصرية.
وتضمنت أعمال التطوير تقسيم الطريق الدائري إلى 11 قطاعاً مرورياً لتسهيل الحركة وإبراز جماليات المنطقة، بما يعكس المكانة الحضارية للمتحف ويهيئ زوار القاهرة والمصرين والعالم لمشاهدة أكبر صرح ثقافي أثري عالمي.








