عن مسؤولية الحوثيين والإيرانيين في إفناء غزة!

ساطع نورالدين

حان موعد التحدث مع إيران بلغة مباشرة وصريحة، توضح لهم أن مسؤوليتهم عن سلوك الحوثيين واساليبهم العدمية، التي تحاول طهران منذ مدة التنصل منها، لم تعد تقنع أحداً، لا سيما الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية الذين يرفعون الصوت هذه الايام ضد إيران وتفرغها للتفاوض مع “الشيطان الاكبر”

إذا صح القول ، وهو على الارجح صحيح، أن اسرائيل تتخذ من الصواريخ الحوثية التي تستهدف تل ابيب ومطارها ذريعة إضافية لتكثيف حملة الابادة التي تشنها على فلسطينيي قطاع غزة، والتي بلغت مستويات غير مسبوقة في أي صراع شهده العصر الحديث، يكون الصراع الاسرائيلي الفلسطيني قد دخل في متاهة لا مخرج منها، سوى بإفناء الشعب الفلسطيني.

صار عبثاً مملاً الحديث عن همجية اسرائيل وبربرية شعبها ووحشية جيشها، كما صار مكرراً الكلام عن بلوغ الوساطات كلها حائطاً مسدوداً ، لن يتم تخطيه سوى بالاستسلام التام لحركة حماس، وتصفيتها من الوجود. وهذا على الاقل ما كشفته اللقاءات والاتصالات الاخيرة في الدوحة، وغيرها، والتي لم تتمكن حتى من إرغام اسرائيل على إدخال المواد الغذائية التي توقف الموت جوعا، واللوازم الطبية التي تنقذ الأرواح المحتضرة في المشافي.

آن الآوان، للتوجه مباشرة نحو الحوثيين بالتحديد، لإبلاغهم على الاقل بما يبدو أنه يغيب عنهم الآن، وهو ان كلفة كل صاروخ يطلقونه على تل ابيب ارتفعت الى أكثر من ثلاثمائة ضحية فلسطينية، في قطاع غزة
ولم يعد سراً أن الهدف الاسرائيلي الفعلي، الذي يجري تحقيقه الآن، بلا هوادة ولا رحمة، هو تحويل قطاع غزة الى مقبرة جماعية مفتوحة، تحوي جثامين جميع الباقين على قيد الحياة في قطاع غزة، الذين لم تعد جثث اطفالهم ونسائهم وكبارهم تنتشر على امتداد مساحة القطاع، بل باتت تتراكم فوق بعضها البعض لتعذر تشييعها الى مثواها المفقود.

الردح لاسرائيل ولكل ما يمنع وقف تغولها في الدم الفلسطيني، لم يعد يتناسب مع المشهد المروع الآتي في قطاع غزة.

لم يعد سراً أن الهدف الاسرائيلي الفعلي، الذي يجري تحقيقه الآن، بلا هوادة ولا رحمة، هو تحويل قطاع غزة الى مقبرة جماعية مفتوحة، تحوي جثامين جميع الباقين على قيد الحياة في قطاع غزة
وأمام استحالة التكهن في كيفية إقفال تلك المقبرة المفتوحة، وحفظ شواهد ضحاياها، ثمة زاوية جديدة لا بد من استكشافها في هذه اللحظة بالذات، هي تحديداً تلك الذريعة الاضافية التي تستخدمها اسرائيل، أي الصواريخ الحوثية ، التي باتت آخر مظاهر الاعتراض على الابادة، وأضعفها إيماناً بالقدرة على التأثير في الموقف الاسرائيلي الذي لم يتأثر طوال فترة الحرب الحالية لا بوساطات ولا بتوسلات عربية ودولية تطالب على الاقل بتحييد الاطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات ومخيمات النزوح..

آن الآوان، للتوجه مباشرة نحو الحوثيين بالتحديد، لإبلاغهم على الاقل بما يبدو أنه يغيب عنهم الآن، وهو ان كلفة كل صاروخ يطلقونه على تل ابيب ارتفعت الى أكثر من ثلاثمائة ضحية فلسطينية، في قطاع غزة. وهو رقم قياسي لم يسبق ان سجله الاسرائيليون في حملاتهم العسكرية كلها، ولم يعد يفصلهم عن القضاء التام على الفلسطينيين في غزة على الاقل، سوى فترة زمنية قصيرة نسبيا، تقاس بالسنوات إن لم يكن بالاشهر!

لا يمكن لإيران ان تخدع أحداً بالقول أنها حاولت مع الحوثيين وفشلت، لأنه سبق لها ان نجحت في محاولات عديدة سابقة..لم يكن الفلسطينيون خلالها مهدّدين بالزوال، كما هم اليوم
وحان الوقت أيضاً لابلاغ الحوثيين بأن لدى اسرائيل علاجاً لصواريخهم، التي لم تعد توقع قتلى وجرحى في تل ابيب إلا نادراً، وهو علاج جرى اختباره في لبنان والعراق وغيرهما، عندما اصبحت تلك الصواريخ شغباً اعلامياً، وعبئاً سياسياً وعسكرياً على الفلسطينيين انفسهم، ولم يعد يجدي نفعاً صراخ المتحدث العسكري اليمني حتى في رفع المعنويات الهابطة.

 

وحان أيضاً موعد التحدث مع إيران بلغة مباشرة وصريحة، توضح لهم أن مسؤوليتهم عن سلوك الحوثيين واساليبهم العدمية، التي تحاول طهران منذ مدة التنصل منها، لم تعد تقنع أحداً، لا سيما الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية الذين يرفعون الصوت هذه الايام ضد إيران وتفرغها للتفاوض مع “الشيطان الاكبر”، من دون الاخذ في الاعتبار أن مقبرة غزة لم تعد تتسع للجثث.

ولا يمكن لإيران ان تخدع أحداً بالقول أنها حاولت مع الحوثيين وفشلت، لأنه سبق لها ان نجحت في محاولات عديدة سابقة..لم يكن الفلسطينيون خلالها مهدّدين بالزوال، كما هم اليوم.

لم تعد تصفية الشعب الفلسطيني من الوجود، مجرد فكرة، أو إحتمال. هي الآن قيد التنفيذ

نقلا عن جنوبية