حسم المرشح الجمهوري دونالد ترامب انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، بالفوز على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، بعد تمكنه من بلوغ حاجز الـ270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، وبعد معركة انتخابية شرسة وملاحقات قضائية لا تزال مستمرة،وكان الرئيس الأمريكي الجمهوري الفائز دونالد ترامب أثار جدلا كبيرا بتصريح عن مساحة إسرائيل وقال ترامب في كلمته أمام الجالية اليهودية في حدث لإطلاق تحالف “أصوات يهودية من أجل ترامب” في أمريكا “هل هناك طريقة للحصول على المزيد من الأراضي لإسرائيل، لأنها “صغيرة” على الخرايطة بالمقارنة مع الدول الأخرى في الشرق الأوسط؟
وكان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن أعلن أنسحابه من الترشح لانتخابات الرئاسه القادمه ،وإحلال نائبته كامالا هاريس مكانه كمرشحة للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسيه ، وبإنسحاب بايدن تنتهي مرحله من مراحل التمهيد والأعداد ل (صفقة القرن) التي بدأت في عهد ترامب لتأتي المرحله الأهم وهي “التنفيذ” ،لذا كان متوقعا عودة ترامب مره أخرى الي البيت الأبيض لإستكمال ما بدأه مع صهره جاريد كوشنر.
وعلي الرغم من أن بايدن كان مؤيدا كبيرا لإسرائيل وما قدمه من خدمات جليه لأسرائيل لا تخفي علي أحد خاصة بعد حرب غزه، إلا أن حالته الصحيه وقدرته علي مواصلة فترته الرئاسيه الثانيه في حال فوزه في الانتخابات الرئاسيه أصبحت محل شك كثير من المراقبين واعضاء مجلسي النواب والشيوخ من الديمقراطيين، الذين طالبوه أكثر من مره بالأنسحاب خاصة بعد ظهوره الباهت في المناظره الاخيره بينه وبين ترامب، وقد بدا جليا انه في حاله يرثي وخرج انطباع لدي الكثيرين بأنه غير قادر علي مواصلة مشواره السياسي والانطباعات في السياسه كالحقائق حتي أن الصحفي الأمريكي توماس فريدمان القريب من دوائر صنع القرار ،كتب مقالا بعد المناظره أشفق فيه علي بايدن وقال فيه ” المناظره أبكتني وعلي بايدن حفظ كرامته والانسحاب” وقد رضخ بايدن أخيرا للضغوطات التي مورست علية وأعلن أنسحابة متأخرا من سباق الانتخابات الأمريكية مما قلل فرص فوز كامالا هاريس التي دخلت السباق متأخرا
كما أن بايدن كان يختلف في الاسلوب عن ترامب وان كان الهدف واحد ،فبايدن كان يريد العودة إلى إدارة الصراع وليس إلى حله وذلك عن طريق التنسيق الأمني وبقية الالتزامات مع إسرائيل واستئناف العلاقات مع السلطة، والمساعدات للفلسطينيين فضلا عن الغموض حول ما إذا كان سيعود بايدن إلى سياسة باراك أوباما بخصوص المنطقه العربيه والربيع العربي وإعادة دمج الإسلام السياسي في الحكم وهل كان سيعيد الاتفاق مع إيران وإن كان بشكل جديد، مما سيكون له ارتدادات كبيرة على المنطقة، وهذه السياسه لا تتماشى مع العقليه الإسرائيلية التي ترفض ذلك في الوقت الحالي، و تعتقد ان هذه المرحله قد انتهت وبالتالي انتهي معها دور بايدن لذا وجب عليه الانسحاب والمرحلة القادمة عي مرحلة ترامب
أذن فالمرحله القادمه هي مرحلة ترامب فهو لا يكتفي بتأييد إسرائيل سياسيا وعسكريا فحسب ،بل يؤيدها لأسباب عقائدية ودينية فاليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يعمل على إقامة “إسرائيل الكبرى”، وطرح رؤيته التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينيه تماما، وتهجير سكانها والتي بدأت بحرب غزه وتبني خطط مثل “الوطن البديل”للفلسطينيين عن طريق تهجيرهم، وخطة “الإمارات السبع” الإسرائيلية التي تقوم على فك وإعادة السلطة وتقسيم الأماكن التي تسيطر عليها السلطه، لكي تصبح فقاعات أو تجمعات عدة داخل الضفه يسهل التحكم بها وهذه المرحلة تحتاج الي ترامب
ففعليا انهت اسرائيل كامل خططتها ضد حماس وحزب اللة ولكن بقيت بعض اللمسات الاخيرة لتحقيق هدفها بإعادة ما تبقى من المخطوفين الاحياء وجثث الاموات وتقوية الدولة اللبنانية والجيش اللبناني وانهاء اليونيفيل والاستعاضة عنه بالجيش اللبناني او جهة محايدة هي اقرب للشركات الامنية الخاصة مع اقتطاع جزء من الحدود الشمالية اللبنانية لبناء منطقة عازلة،اما غزة فستكون على مرمى مرحلة جديدة ما بين التهجير والإعمار غير المرتبط بالفلسطينيين مع قوات متعددة الجنسيات تقودعا أمريكا وسيصبح لدى امريكا ولاية جديدة في الشرق الاوسط اسمها غزة مع إقتطاع شمال غزة لتكون منطقة عازلة، وبالنسبة للضفة الغربية فقد انتهت فيها القضية الفلسطينية لتتحول إلى قضية اقتصادية لتجمعات سكانية ناطقة بالعربية في يهودا والسامرة وسيضخ اموال واستثمارات فيها وستكون اوروبا وامريكا والسعودية حاضرة فيها والسيادة لإسرائيل مع وجود إدارة خدماتية لوجستية وربما يتبؤها فلسطينيون من حملة الهوية الاسرائيلية اي من القدس او عرب 48.
كما أن ترامب سوف يشجع إسرائيل على تهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن والسودان وغيرها من الدول ،حتى تستكمل الحركة الصهيونية تحقيق هدفها في إقامة دولة يهودية نقية بأقلية فلسطينية مفككة ،مما يمنع استمرار وجود حوالي 7 مليون فلسطيني على أرض فلسطين بما يهدد إسرائيل اليهودية،كما سيدفع ترامب تطبيع إسرائيل مع الدول العربيه وخاصة السعوديه إلى منتهاه ،كما سيمضي في العقوبات والعداء ضد إيران، وقد يصل إلى شن حرب ضدها وهذا ما تريده أسرائيل في هذه المرحله ،وهو تكسير أذرع أيران في المنطقه بالقضاء علي حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والمقاومة العراقية في العراق ثم قطع رأس الاخطبوط في طهران والقضاء عليه وهذه المرحلة تحتاج ألي عودة ترامب .