السياسي- خاص
اكد الرئيس التنفيذي للمكتبة الوطنية الفلسطينية، ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي شنت حربا شعواء على قطاع غزة، لم تقتل الانسان الفلسطيني فقط، بل مارست حرب ابادة على كل مكونات الثقافة والعلم والتاريخ .
عمليات اسرائيلية في غزة الى جانب القتل
وقال قراقع خلال محاضرة نظمتها مؤسسة فلسطين الدولية، وادارها الدكتور اسعد عبدالرحمن: انه وخلال الاشهر الماضية من الحرب الدموية الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، كانت الانظار تتجه الى الخسائر البشرية والمأساة الانسانية، الا ان قوات الاحتلال كانت تمارس عمليات خطيرة الى جانب حرب الابادة، تتمثل باستهداف للمواقع التاريخية والثقافية ومراكز الاعلام.
واكد قراقع ان الحرب لم تكن على الابدان والحجارة بل على الوعي والذاكرة، والهوية، والتاريخ الفلسطيني، وقام الاحتلال بنهب هذا التاريخ وتحويل ما تبقى الى رماد.
غزة: ممر تاريخي للحضارات
واوضح المسؤول الفلسطيني ان غزة التي تحولت الى كوم من الرماد، هي بلد الامام الشافعي ، وجد الرسول الكريم هاشم بن عبد مناف، وطريق التجار التاريخي بين آسيا وافريقيا، وهي منطقة كنعانية خالصة، عمرها يمتد الى 3 الاف سنة قبل الميلاد، مرت عليها كافة الحضارات ومنها الفراعنة والهكسوس والبيزنطيين ، وتلك الشعوب تركت فيها الكثير من المعالم الحضارية والتاريخية التي لا تزال شاهدة على عمقها التاريخي.
اقرار اسرائيلي بالقتل والابادة
ويقول عيسى قراقع ان سلطات الاحتلال اقرت بارتكابها الابادة واعلن عن ذلك رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي قال نقلا عن كتبهم السماوية المزعومة يجب ابادة النساء والاطفال والمواشي، ولا يبقى منهم احد، وان نتنياهو اكد تحويل غزة الى العصر الحجري ، والحرب على التاريخ قبل الحرب على البشر.
اليوم التالي بلا تاريخ
ووفق عيسى قراقع: ربما نستطيع بناء المنازل والبنى التحتية لكن كيف لنا ان تستعيد الاماكن التاريخية والمعالم الثقافية التي هي جزء من الارتباط بفلسطين.
ويشير الى ان الحرب التي مارستها السلطات الاستعمارية البريطانية على الهند، كانت على اللغة والتراث الروحي ، وهو ما تقوم به اسرائيل حاليا
احصائية بالخسائر التاريخية والعلمية
وحسب الاحصائيات الفلسطينية التي عرضها عيسى قراقع فانه:
* تم استهداف 2206 موقعا اثريا وتاريخيا
* تدمير مقرات الارشيف في الجامعات والمدارس
* تدمير الاسواق الشعبية والقلاع والمقابر العتيقة والكنائس والجوامع الاثرية
* استشهاد 130 عالما واكاديميا فلسطينيا
* استشهاد 45 كاتبا وفنانا وموسيقيا
* استشهاد 205 صحفيين و1206 طلاب و564 معلما.
* تدمير 440 جامعة ومدرسة حكومية وخاصة
* تدمير 65 مبنى تابع لوكالة الاونروا
* المسجد العمري عمرة 1400 عام وهو الاقدم في غزة بالاضافة الى مسجد هاشم جد الرسول والذي فيه قبرة
* تدمير كنائس اثرية مثل كنيسة العائلة المقدسة، وكنيسة المعمداني القريبة من المشفى المعمداني والتي استشهد فيها 500 فلسطيني في المجزرة المعروفة.
* تدمير مقرات الارشيف في بلدية غزة وفيها 110 الاف ملف ارشيفي .
* تدمير مكاتب تاريخية مثل مكتبة رشاد الشوا، ومكتبة العباس ومكتبات الجامعات (8 جامعات)
* تدمير 3200 متحف
جنود الاحتلال تباهو بالنهب والسرقة
ولفت عيسى قراقع الى ان عناصر جيش الاحتلال كانو تباهون بتصوير انفسهم وهم يسرقون وينهبون التحف والاثار ومصاغ الفلسطينيات ، كما يهدون اولادهم عمليات قتل وتفجير يقومون بها في غزة في صورة تذكر بما قام به هولاكو في بغداد عندما دمر بيت الحكمة الاعظم.
تهم قادة اسرائيل في المحاكم الدولية
واشار قراقع الى ان تهم ابادة التاريخ من ضمن ملفات جرائم الحرب المقدمة الى المحاكم الدولية “جزء منها الابادة الثقافية ”
صمت مريب من المؤسسات الدولية
واستغرب عيسى قراقع من الصمت المريب الذي اطبق على المنظمات الدولية ومن بينها اليونسكو التي لم تقدم للاحتلال احداثيات بعدم قصف المناطق التاريخية والثقافية ، حيث ان هناك اماكم مدرجة على لوائح المنظمات العالمية المعنية
ازدواجية معايير
وقال ان ازدواجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية واضحة امام دول العالم، حيث ان المنظمات الدولية هبت لادانة القصف الروسي على اوكرانيا، فيما ظلت صامته بالنسبة لغزة، وقامت الدول الغربية واليونسكو بعقد مؤتمرات ولقاءات لحماية المناطق الاثرية في اوكرانية، ودعت الى حمايتها وارسلت فرق الترميم وتدريب الاوكرانيين على صيانتها ، وقدمو موازنات ضخمةوهو ما ظل مستبعد بالنسبة لغزة
وبالنسبة لدولة مالي كان هناك تحرك سريع واعتقل احد المتهمين باستباحة المناطق الاثرية ويدعى احمد المهدي ، وحكم عليه بالسجن لـ 9 سنوات، كما شكلت اليونسكو محكمة خاصة في يوغسلافيا السابقة وحاكمت المعتدين على الاثار التاريخية والثقافية.
مجرمو الحرب يدعمون اسرائيل
وختم قراقع بالقول انه بعد 100 الف شهيد وجريح ومفقود، وتدمير 80 بالمئة من مباني غزة ، فان الدول التي دعمت اسرائيل بالسلام والمالي والسياسية هي دول لها تاريخ اجرامي، على راسها الولايات المتحدة التي ابادت الهنود الحمر السكان الاصليين لاميركيا، وفرنسا التي ارتكتبت مجازر بحق الجزائريين على مدار 132 عاما من الاحتلال لبلادهم وبريطانيا التي قتلت ونهبت خيرات الشعوب