ما حدث في سوريا بعد سقوط الأسد أبان من دون شك نفاق الغرب الساعي إلى بلوغ هدفه الأسمى في رؤية شرق أوسط جديد يتزعمه الكيان الصهيوني، لأننا نمقت ذكر دولة إسرائيل ، فيفترض أن لا تكون هذه الدولة أصلا ، على اعتبار أن الصهاينة الملاعين محتلين لأرض فلسطينية هي للفلسطينيين الصامدين وحدهم لأن التاريخ لهم ومعهم منذ أقدم العصور.. الأمريكان ومعهم بلدان أوروبا منتشية بسقوط الأسد ،و بانسحاب دول كانت مؤثرة في المنطقة على غرار إيران وروسيا، ليتسيد مجرم الحرب نتانياهو المشهد ،ويحتفل ووزير أمنه وقادة جيشه بجبل الشيخ للمرّة الثانيّة أمس ويؤكِّدون بقاء الاحتلال.. ذهب الأسد وجاء الشرع ومن معه يحملون قبعة التهدئة واللاحرب مع العدو الأزلي للأمة ،و رئيس وزراء الكيان يرفض تصريحات الجولاني بمنع القتال ضدّ إسرائيل من سوريّة فهو يعتبره : “جهاديٌّ متطرفٌ ومرتبطٌ بداعش.. فنتنياهو تبنّى الحرب الأبديّة.. والعرب يحلمون بسلام الخذلان تحت قيادة المطبعين والمهرولين والمهزومين –بالطبع ليس كل العرب – لأن هناك دول كالجزائر تبقى عصية وصامدة وواقفة مع الحق ومع فلسطين على وجه الخصوص مهما كلّف الثمن .. اليوم وأكثر من أي وقت مضى، ولأن دائرة التطبيع تتسع والتخاذل يكاد يكون أمرا عاديا ..إخواننا في فلسطين يقتّلون ويشرّدون ويؤسرون ويعذبون بأبشع الصور والطرق ،وسكان غزة يعانون حرب إبادة غير مسبوقة ..فلا يجب نسيانهم ، كما لا يجب أن يستمر فرح السوريين وغيرهم من العرب الحالمين، و الكيان الصهيوني يتوسع في الجولان وجبل الشيخ ويسعى لمزيد من التوسع و الغطرسة والاستهتار..