غزة بين التهدئة والتصعيد: قراءة ميدانية واستراتيجية

بقلم: د. أحلام محمد أبو السعود
سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية

المشهد الراهن

إسرائيل تلوّح بعملية عسكرية واسعة ضد مدينة غزة، مع استمرار الضغط الميداني والتحشيد العسكري.

بالتوازي: تواصل المفاوضات عبر وسطاء إقليميين ودوليين حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

التحركات على الأرض تشمل تعبئة للاحتياط وإخلاءات مدنية شمالاً، ما يرفع منسوب القلق من هجوم وشيك.

في المقابل، حماس تقبل مبدئياً مقترحات تهدئة جديدة تقوم على:

هدنة مؤقتة قابلة للتمديد.

تبادل مرحلي للأسرى.

انسحابات تدريجية للجيش.

ملامح الخطة المطروحة

هدنة طويلة نسبياً مع تبادل متدرج.

بحث “اليوم التالي”: ترتيبات أمنية، إدارة مدنية مؤقتة، ومصير سلاح المقاومة.

الجديد: طرح قوة متعددة الجنسيات خفيفة التسليح كقوة انتقالية ترافق الانسحابات وتدعم الخدمات الإنسانية.

🇪🇬 مصر تطرح مقترحاً خاصاً بنزع السلاح تدريجياً عبرها، مع دمج عناصر حماس لاحقاً في أجهزة أمن فلسطينية.

من يضغط على من؟

واشنطن: تبحث عن صفقة متوازنة تُعيد الرهائن وتطلق مساراً سياسياً إقليمياً.

القاهرة: تسعى لوقف الحرب سريعاً وضمان دور قيادي أمني.

الخليج والأردن: منفتحون على المشاركة في قوة شرطية متعددة الجنسيات مقابل إعادة إعمار مشروط.

إسرائيل: منقسمة داخلياً بين ضغط العائلات والاقتصاد وبين اليمين المتشدد الرافض لأي صيغة تُبقي حماس فاعلاً سياسياً أو عسكرياً.

التحليل الميداني

أبرز المؤشرات العملياتية

خطوط تماس متوترة على أطراف غزة: ضربات تمهيدية وتوغلات محدودة بانتظار الحسم السياسي.
نزوح مدني موجّه عبر ممرات إنسانية قصيرة الأجل لتخفيف الضغط قبل أي اقتحام محتمل.
صفقة رهائن جزئية هي حجر الأساس: نجاحها يفتح الباب لتهدئة أطول، وفشلها يعيد خطر التصعيد.
ضغط إنساني عالمي بسبب تدهور الأوضاع المعيشية، ما يصعّب تبرير حرب مدينية طويلة.

القوة الانتقالية ونزع السلاح

طرح قوة شرطية عربية/دولية خفيفة التسليح كفاصل أمني مؤقت.

نزع سلاح المقاومة مطروح بصيغة مرحلية عبر مصر، لا بصيغة فورية.

إسرائيل تصرّ علناً على “نزع كامل”، لكنها عملياً تدرك أن التطبيق لا يمكن أن يكون إلا تدريجياً.

قراءة في نوايا الأطراف

إسرائيل: توازن بين التلويح بعملية كبرى وبين القبول بهدنة مرحلية، ساعية لالتقاط صورة “نصر” سياسي/أمني.

حماس: تراهن على الهدنة لتثبيت حضورها السياسي والإنساني، وتتمسك بسلاحها كورقة قوة.

الوسطاء (مصر/قطر/واشنطن): يبحثون عن صيغة “خطوة بخطوة” تبدأ بتبادل الأسرى وتفتح الطريق نحو ترتيبات أوسع.

الأثر على المدنيين في غزة

في حال نجاح الهدنة:
دخول مساعدات واسعة.
عودة محدودة للنازحين إلى أحياء غير قتالية.

في حال الفشل:
تصعيد عسكري واسع ضد المدينة.
نزوح جديد وكلفة بشرية هائلة.

الخلاصة

الوضع يتأرجح بين هدنة مرحلية قابلة للتطوير وبين تصعيد عسكري واسع.

النجاح مرهون بصياغة اتفاق متوازن يمنح كل طرف ما يقدّمه لجمهوره كإنجاز.

أي اختلال في هذا التوازن يعني حرباً جديدة في قلب مدينة غزة.

 د. أحلام محمد أبو السعود
سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية