السياسي – في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة والاتهامات الدولية لإسرائيل بشأن سلوكها في القطاع، تتزايد دعوات القادة الأوروبيين للاعتراف بدولة فلسطينية.
وتدفع التقارير عن الجوع الشديد وسوء التغذية على نطاق واسع وعرقلة المساعدات من قبل دولة الاحتلال إلى إدانات وتصريحات سياسية، بل وحتى إجراءات عقابية دبلوماسية.
وفي الأسابيع الأخيرة، نشرت وكالات الإغاثة الدولية سلسلة من التقارير اللاذعة، من بينها تقرير صادر عن “مبادرة مراحل الأمن الغذائي” (IPC) نُشر اليوم، يُحذر من انهيار كامل للإمدادات الغذائية في غزة.
يُحذّر التقرير من أن “أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف الآن في قطاع غزة”، وأن وصول المساعدات الإنسانية الفوري ودون عوائق هو السبيل الوحيد لوقف “انتشار الجوع والموت في القطاع”.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة الماضي أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين
في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال: “التزامًا من فرنسا بالتزامها التاريخي بتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل. إن الحاجة المُلِحّة اليوم هي أن تنتهي الحرب في غزة وأن يحصل السكان المدنيون على المساعدة. السلام ممكن “.
ويُقدم الرئيس الفرنسي هذه المبادرة استمرارًا لالتزامه بحل الدولتين. ويُخطط لعقد مؤتمر دولي في فرنسا بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، بهدف رسم خارطة طريق جديدة للسلام.
يرى البعض داخل فرنسا في ذلك سابقةً وخطوةً إيجابيةً، وبادرةً عدالةً تاريخيةً للفلسطينيين.
وانضم إلى بيان ماكرون للنوايا اليوم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي أعلن أن بريطانيا تنوي التصويت في سبتمبر/أيلول في الأمم المتحدة لصالح الاعتراف بدولة فلسطينية ، وأعلن التزامه بحل الدولتين.
ولاقى هذا الإعلان ردًا إيجابيًا من وزارة الخارجية السعودية، التي أصدرت بيانًا غير اعتيادي جاء فيه: “ترحب المملكة العربية السعودية بتصريحات ستارمر. لقد حان الوقت لإعمال حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة ضمن حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية”.
وقال ستارمر إن “بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جادة لإنهاء الوضع المروع في غزة، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتوضيح أنه لن يكون هناك ضم للضفة الغربية، والالتزام بعملية سلام طويلة الأمد تؤدي إلى حل الدولتين”، وفقًا لبيان حكومي بريطاني.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين إن الدمار في غزة مفجع، والأطفال يتضورون جوعًا. وأضاف: “إن شح المساعدات التي تقدمها إسرائيل قد روّع العالم”.
في الوقت نفسه، أعلنت هولندا صباح اليوم عن إجراءات عقابية ضد الوزيرين المتطرفين إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الممنوعين من دخول البلاد.
وأوضح وزير الخارجية الهولندي أن هذا الإجراء جاء ردًا على مواقفهما وأفعالهما تجاه غزة والأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، معربًا عن قلقه البالغ إزاء الوضع الإنساني في القطاع.
وتُعتبر الخطوة الهولندية مؤشرًا آخر على تغير في موقف الدول الغربية تجاه إسرائيل، في ظل صدمة المجاعة، والتقارير المروعة، والغياب التدريجي للأفق السياسي.
وبحسب موقع واللا العبري، يُتوقع في تل ابيب أن يزداد الضغط مع اقتراب موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، حيث قد يتبلور اعتراف دولي واسع النطاق بفلسطين.