“لقد اقسمت غزة الا تحتل ثانية
وكان قسما محققا ناجزا،”
لذا فان الصراع الذي تخوضه غزة ..نيابة عن الامتين العربية والاسلامية ، ونيابة عن الشعب الفلسطيني بمكوناته السيولوجية الخمس ..للواحد الفلسطيني ( شتات ، ضفة ، غزة ، قدس ، ثماني واربعون)..لهو صراع
ذو طبيعة وجودية مزدوجة، صراع لمنع الصهيونية من استكمال تحقيق اهدافها ع الجانب الديني ( هدم المسجد الاقصى ، بناء الهيكل ، ذبح البقرة الصفراء ع اطراف الهيكل ، طرد ثلثي الشعب الفلسطيني من غزة والضفة ) كل ذلك ذهب في مهاب الريح واكل كعصف مأكول..وتلقت الصهيونية اعظم ضربة في تاريخها العسكري المعاصر…واحدثت تراجعا بنيويا في نسق الايديولوجيا الصهيونية ..ووضعت اسرائيل في سؤال الهوية…واثبتت للعالم ان دولة اسرائيل .تخضع لسيرورة الزمن الانساني بكل مكوناته الاجتماعية والانثروبولوجية ..وانزلت اليهودي من عليائه المقدس الى انسانيتة المعقولة ..انسانيتة التي تشارك العالم انسانيتها ..وبذلك اختفت مقولات ميتافيزيقية يهودية توارى اليهودي ورائها سنين طويلة ( شعب مختار ، امة مقدسه ، شعب من الكهنة )..نعم لقد نجحت غزة في اجبار اليهودي في قبول المساواة مع دائرة الانسانية وحطمت طواطم وقوالب تمايزه كيهودي عن العالم ..لذا فان غزة ستقود الامتين العربية والاسلامية ..وستأخذ القيادة بالقوة من الحركة الصهيونية وستعيد ترميم حواضر الامة للمضي بها نحو مستقبل عربي اسلامي دون صهيونية ..ودون تبعية ظلامية مطلقة.
عاشت غزة..وعاشت مقاومتها البطلة التي ابزغت فجرا جديدا.
