غزة والحرب على إيران: حين تتقاطع الجبهات وتنكشف الحسابات الخاطئة….

بقلم: ميساء ابو غنام

ايران استغلت حماس لعدم عقد صفقات سابقة لإلهاء اسرائيل في مستنقع غزة لأنهاء مشروعها النووي …..
ملخص
رغم انشغال إسرائيل بالحرب مع إيران، فإنها تواصل ضرب غزة بنفس الكثافة، مستفيدة من طبيعة جهازها الأمني اللامركزي. ومع تراجع النفوذ الإيراني وتفكك دعمها لحماس، تبدو الحركة مجبرة على تسليم الرهائن في أقرب وقت، في ظل الخسائر وتغير في الحسابات الإقليمية.
………
رغم اشتعال الجبهة مع إيران، تواصل إسرائيل قصفها المكثف لقطاع غزة، وكأن لا حرب أخرى دائرة في المنطقة. هذا السلوك يعكس طبيعة الجهاز الأمني الإسرائيلي، الذي يتميز ببنية تنظيمية موزعة حسب التخصصات والمناطق، بحيث لا يتم الدمج بين وحداته المختلفة إلا في حالات الطوارئ القصوى.
المجتمع الإسرائيلي قائم على نظام مؤسساتي لا مركزي، حيث تمتلك كل مؤسسة إدارتها الذاتية المستقلة، وهو ما يمنع الانهيار الشامل حتى في حال دخول الدولة في أكثر من حرب في آنٍ واحد.
وفيما يتعلق بغزة، يبدو أن حماس باتت مجبرة، وقريبًا جدًا، على تسليم الرهائن. فمؤشرات بداية تفكك إيران، الداعم الأول للحركة، بدأت تظهر بوضوح. ويبدو أن قادة حماس باتوا يدركون اليوم أن رفضهم قبل شهر وخلال 20 شهرا عقد صفقة مع إسرائيل، بناءً على ضغوط إيرانية، قد أوقعهم في فخ…..
إيران، التي استغلت حماس للعب ورقة غزة بهدف استعجال إنهاء ملفها النووي، تسببت بخسائر كبيرة للحركة، انعكست في استهداف قادتها ومصادر تمويلها ونهايتها…..
أعتقد أن حماس ستضطر إلى تسليم الرهائن في أقرب وقت، وبدون شروط، مقابل ضمانات أمنية محددة منها عدم اغتيال قادتها وخروجهم بسلام من الشرق الأوسط والاحتفاظ بأصولهم المالية التي نهبوها من الشعب الفلسطيني ومع ذلك، سيبقى قادتها في مرمى الموساد والشاباك، مما يجعل تصفيتهم مسألة وقت لا أكثر.