فتح توافق على عودة ناصر القدوة الى صف القيادة

اعادت اللجنة المركزية لحركة فتح د.ناصر القدوة إلى صفوفها والى منصبه كعضو في اللجنة المركزية بالاضافة الى “الموافقة على عودة أخوين آخرين وفقا لقرارات اللجنة المركزية”

وفصلت الحركة القدوة بعد اعلانه تشكيل قائة منافسة لحركة فتح في الانتخابات التشريعية الملغاة قبل اكثر من عامين

وأعلنت وكالة وفا عن تصويت اللجنة المركزية لحركة فتح،  على إعادة ناصر القدوة إلى عضويتها، حيث حصل القرار على 12 صوتًا من أصل 15 عضوًا. جاء هذا القرار خلال اجتماع عقد في رام الله ناقش عدة ملفات داخلية وسياسية مهمة، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لتعزيز التوافق داخل الحركة.

تمثل عودة ناصر القدوة إلى اللجنة المركزية نقطة مهمة في مسار حركة فتح، إذ سبق أن شهدت الحركة عدة انقسامات وخلافات داخلية بين قياداتها البارزة. ويعتبر القدوة شخصية لها وزن سياسي داخل الحركة، وقدرتها على تقريب وجهات النظر بين التيارات المختلفة تُعد مؤشرًا إيجابيًا على السعي نحو توحيد الصفوف.

إعادة ناصر القدوة إلى اللجنة المركزية ليست مجرد مسألة تنظيمية داخلية، بل تحمل أبعادًا سياسية أوسع. فهي تأتي في وقت تواجه فيه الحركة تحديات متزايدة على الساحة الفلسطينية، بما في ذلك إدارة العلاقة مع السلطة الفلسطينية، المقاومة الفلسطينية، والفصائل الأخرى.
ويُنظر إلى القدوة كشخصية معتدلة يمكنها لعب دور الوسيط بين التيارات المختلفة، بما يعزز القدرة على اتخاذ قرارات جماعية أكثر انسجامًا وتماسكًا. كما أن دوره قد يكون محوريًا في إدارة النزاعات الداخلية، ومنع أي انقسامات مستقبلية تهدد وحدة الحركة ومصداقيتها أمام جمهورها والفصائل الشريكة.

ويُعد ملف محمد دحلان أبرز الملفات الشائكة أمام أي محاولة للتوافق داخل فتح. فدحلان، القيادي المفصول من الحركة، يمتلك قاعدة شعبية قوية ويُمثل تيارًا معارضًا داخل الحركة، وهو ما يجعل أي خطوة نحو المصالحة معه مسألة دقيقة وحساسة.

تحليلًا للوضع، فإن عودة القدوة يمكن أن تساهم في تمهيد الطريق للتقارب مع دحلان، لكن ذلك يحتاج إلى اتفاقات واضحة حول مشاركة التيار المعارض في اللجنة المركزية، وضمان التزام جميع الأطراف بالقواعد الداخلية للحركة. وفي حال نجاح هذا التقارب، فقد يساهم في تعزيز الوحدة التنظيمية والسياسية لفتح، بما يجعلها أكثر قدرة على مواجهة التحديات السياسية الداخلية والخارجية.

 

ناصر القدوة كان قد بعث برسالة بهذا الخصوص إلى الرئيس محمود عباس، فيما يلي نصها:

سيادة الأخ الرئيس محمود عباس “أبو مازن” حفظه الله

رئيس دولة فلسطين،،

تحية الوطن والوفاء …

في ظل هذه المرحلة المفصلية والحاسمة في تاريخ القضية الفلسطينية ولمواجهة التحديات الراهنة، وفي إطار المداولات والمشاورات التي تمت خلال الفترة الماضية والتي رشح عنها محضرا بتاريخ ۲۳ يوليو ۲۰۲۵ ووصل سيادتكم نسخة عنه، واسنادا للجهود التي تكللت بالنجاح عقب موجة الاعترافات الدولية بفلسطين الدولة، وجهودكم المبذولة في الحفاظ على مكانة فلسطين والانجازات الوطنية الكبيرة خلال عقود من العمل، فإنني كنت ولازلت على استعداد وفق ما تم الاتفاق عليه مقابلة سيادتكم أو من تكلفونه بذلك.

ولايماني بأهمية هذه المرحلة الحساسة والمهمة وما تواجهه فلسطين من تهديدات من قبل اليمين الإسرائيلي المتطرف ومواجهته للحفاظ على هذه الانجازات والمضي قدما في نهج الاصلاحات الذي تبنيتموه ولتعميق العلاقة الوطنية ما بين القيادة الفلسطينية وأبناء شعبنا بما يلبي طموحاتهم بالانعتاق من الاحتلال على كافة ترابنا المحتل عام 1967.

وإنه بناء على خطاب سيادتكم في اجتماع الجامعة العربية بفتح صفحة جديده وانتهاج جهود حقيقية في الاصلاحات الجذرية والعميقة والتي وإن كان البعض يتخذها ذريعة للتهرب من مسؤولياته إلا أنها في نفس الوقت حاجة وطنية ماسة وواجبة لتمتين دعائم النظام السياسي الفلسطيني، ولم الشمل، وإلغاء قرارات الفصل من اللجنة المركزية، ولمصلحة الحركة والشعب عبر نهج متجدد وشامل، ودعوتكم للانتخابات بعد نهاية حرب الإبادة الجائرة فإنني وتحت هذه الغاية أتطلع للعمل معكم انطلاقا من واجبي الوطني والأخلاقي تجاه حركتنا الرائدة وشعبنا الفلسطيني العظيم .

سيادة الأخ الرئيس

إنني أؤمن بضرورة إجراء الإصلاحات الواجبة التي يجب أن تطال قطاعات مهمة في البناء الإداري والسياسي لنظامنا والتي تؤمنون بها وأبديتم عزمكم على تنفيذها كما ورد في خطاباتكم في الجامعة العربية والقمة العربية، وفي رسالتكم للرئيس الفرنسي مكرون.

إن تبني هذا النهج من سيادتكم يعزز من قوة الموقف الفلسطيني وينعكس على العلاقات مع المحيط العربي وامتداداته السياسية دوليا، وإنني على كامل الاستعداد للعمل الجاد بجانب سيادتكم لتحمل المسؤولية الوطنية من أجل انجاح كافة الجهود الرامية لإيجاد الحلول للأزمات الراهنة التي يمر بها شعبنا وقضيتنا.

إن ثقتي الدائمة بحكمتكم وأفكاركم السياسية والمجتمعية التي تبنت نهج الاصلاحات ورغبتكم بتنفيذها بما يتناسب مع حرصكم الدائم لما هو خير ومصلحة شعبنا وقضيتنا، تحتم علي وضع إمكانياتي وعملي معكم لإخراج أفكاركم لحيز التنفيذ.

بناء عليه وتأكيدا على هذا المسار فإنني على أتم الاستعداد بالعمل معكم كما ترونه مناسبا.

سيادة الأخ الرئيس ….

إن إعادة اللحمة والوحدة لحركة فتح في كافة أطرها تمثل الطريق الأسهل والأنجع لتوظيف قدراتنا وإمكانياتنا بإرادة قوية للوصول إلى أهدافنا الوطنية المتمثلة بنيل الحرية والاستقلال، وعليه فإنني أطالب سيادتكم بقبول عودتي إلى الإطار الشرعي للحركة، ولموقعي بجانبكم كي تنهض بواقعنا ونستمر في أداء رسالتنا الوطنية والإنسانية بروح المحبة والاحترام .

دمتم والله يحفظكم ويسدد خطاكم.

أخوكم: د. ناصر القدوة