السياسي -وكالات
عاد رمضان إلى لبنان حاملاً معه الخير والفرح، فاستعادت العاصمة بيروت بريقها الضائع وسط الأزمات، وتحولت منذ اليوم الأول في الشهر الكريم إلى قبلة ترفيهية للبنانيين، الذين توافدوا من جميع المناطق للاستمتاع بالفعاليات المتنوعة الموجهة للكبار والصغار، فعاد صوت زحام السيارات ليلاً إلى شوارع بيروت، التي كانت خلال الأشهر الماضية تشبه “مدينة الأشباح”، بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
ونثر رمضان التفاؤل في روح اللبنانيين الذين عبّروا عن إصرارهم على حب الحياة من خلال “تناسي” أزماتهم ومآسيهم اليومية، فخرجوا من “شرنقة المنزل” التي كانوا يتقوقعون فيها قبل رمضان وانطلقوا مع الأهل والأصدقاء للاستمتاع بالفعاليات المتنوعة الجذابة التي أقيمت خصيصاً لهذا الشهر.
وفي جولة لموقع 24 على أبرز المناطق في العاصمة ليلاً، كان لافتاً الأجواء الرمضانية المختلفة هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، ولم تقتصر ليالي رمضان في لبنان على الخيم الرمضانية الفخمة، التي تستهدف الطبقة الميسورة في المطاعم والفنادق الكبيرة، أو التنزه على الكورنيش البحري بالنسبة للطبقة من ذوي الدخل المحدود.
“بيروت العيد”
تصدرت “بيروت العيد” هذا العام قائمة الفعاليات التي أقيمت بمناسبة شهر رمضان، فأضاءت بزحمة الناس والسيارات وسط العاصمة بيروت التي انطفأت لسنوات بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية التي وقعت عام 2019، وانفجار المرفأ عام 2020.
ولأنها فعالية مجانية، استقطبت اللبنانيين من جميع المناطق والأعمار والفئات الاجتماعية. فاستمتعت العائلات بالنشاطات الترفيهية المتنوّعة في الفعالية التي تم تنظيمها بالتعاون مع سوليدير (الشركة اللبنانية لتطوير وإعادة إعمار وسط بيروت).
أجواء رمضانية
“عادت أيام العز”.. بهذه العبارة وصف الجد محمود عانوتي (74 عاماً) فرحته بهذه الفعالية خلال جلوسه في أحد أكشاك المقاهي لتناول السحور ضمن أجواء رمضانية مميزة. وقال: رؤية الناس يتمشون سعداء في الشوارع ليلاً أعادني إلى ذكريات ماضي بيروت الجميلة.
وكانت الشابة شيرين سروجي (23 عاماً) تقف بين المتجمهرين أمام مسرح أقيم وسط القرية أملاً في الفوز بإحدى جوائز المسابقات، خلال برنامج يبث مباشرة على قناة “أم تي في” اللبنانية، يقدّمه الإعلامي طوني بارود. وقالت إنّها جاءت إلى الفعالية مع صديقاتها في الجامعة لتناول السحور والاستمتاع بالنرجيلة معهم لأن “السهرة لا تكتمل بدونها”.
التسوق من الأكشاك
أما الأم جميلة داعوق (45 عاماً) فكانت تستمتع بالتسوّق بين أكشاك الحرف اليدوية، وقالت لموقع 24 إنها اشترت طقم فنجانين كتبت عليه عبارات متعلقة برمضان بالألوان المائية، فهي تحب شراء ديكورات لمنزلها مشغولة باليد، لكنها لا تحب شراءها من الصفحات الإلكترونية.
وللأطفال أيضاً حصة في هذا الفعالية، حيث أقيمت لهم برامج جذابة مثل تلوين الهلال الرمضاني على “الجص” والرسم على الوجه، والمشاركة في مسابقات ثقافية للفوز بألعاب وكتب.
“ليالي زمان”
على بعد كيلومترات قليلة، كانت الأجواء متشابهة أيضاً في مهرجان “ليالي زمان”، الذي أقيم في مركز “فوروم دو بيروت” بمنطقة المرفأ البحري لبيروت. وكان المكان الذي يمتد طيلة شهر رمضان، يتميز بديكوراته التراثية الشبيهة بخان قديم، يضمّ مقهى كبيراً في باحته، وتلفّه العشرات من الأكشاك لبيع مختلف أنواع المنتجات، من الألبسة إلى المأكولات المونة الأكسسوارات والأشغال اليدوية وغيرها الكثير.
ويومياً، يتجمهر الكثير من المشاركين في فوروم دو بيروت حول المسرح التابع لقناة LBC، التي تبث برنامج ألعاب يقدّمه الممثل والمذيع وسام حنا مباشرة على الهواء، وتقدم جوائز مالية للحاضرين.
وكان للشباب حصة كبيرة في ليالي رمضان، وتجتذبهم المطاعم بسهرات عود يومية وعروض ترفيهية منوّعة مع الأرجيلة التي تعتبر رفيقة أساسية في النزهات بين فئة الشباب لقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء بعد الإفطار.