السياسي – ا ف ب
أصدرت محكمة فرنسية، حكماً بالسجن المؤبد بحق طبيب التخدير فريدريك بيشييه (53 عاماً)، بعد إدانته بتسميم 30 مريضاً، بينهم أطفال، ما أدى إلى وفاة 12 منهم، في واحدة من أخطر القضايا الجنائية التي هزّت القطاع الطبي في فرنسا.
وأثبتت المحكمة تورط بيشييه، الذي عمل في عيادتين خاصتين بمدينة بيزانسون شرق فرنسا بين عامي 2008 و2017، في تلويث أكياس المحاليل الوريدية ومواد التخدير بمواد خطرة مثل البوتاسيوم، والأدرينالين، والمخدر الموضعي، والهيبارين، ما تسبب في سكتات قلبية مفاجئة ونزيف حاد لدى المرضى.
وخلال محاكمة استمرت أكثر من 15 أسبوعاً منذ انطلاقها في سبتمبر (أيلول) الماضي، استمعت المحكمة إلى شهادات صادمة من ضحايا وذويهم، من بينهم مراهق نجا من التسميم حين كان في الرابعة من عمره.
جرائم متعمدة
وأكد الادعاء العام أن ما قام به الطبيب لم يكن أخطاء طبية، بل جرائم متعمدة بدوافع تتعلق بالسلطة والرغبة في السيطرة وإيذاء الآخرين.
ووصف المدعون بيشييه بأنه قاتل متسلسل استخدم الطب وسيلة للقتل، مشيرين إلى أنه كان أحياناً يسعى للظهور بمظهر المنقذ عبر التدخل لإنقاذ مرضى سبق أن سممهم، وفي أحيان أخرى كان يستهدف مرضى زملائه بهدف تشويه سمعتهم.
ورغم الأدلة والشهادات، واصل بيشييه إنكار التهم الموجهة إليه طوال جلسات المحاكمة، مؤكداً أنه لم يسمم أحداً قط، إلا أن المحكمة اعتبرت أدلته غير كافية، وأقرت الحكم بالسجن المؤبد، في قرار وُصف بأنه تاريخي ورسالة حازمة ضد أي استغلال لمهنة الطب في ارتكاب الجرائم.
وأثار الحكم صدمة واسعة في فرنسا، لا سيما داخل الأوساط الطبية، حيث اعتُبر الملف من أبشع القضايا التي شهدها القضاء الفرنسي، وسط مطالب بتشديد الرقابة داخل المؤسسات الصحية ومنع تكرار مثل هذه الجرائم.





