السياسي – متابعات
شهدت فرنسا مطلع الأسبوع الماضي انطلاق أكبر سفينة سياحية لليخوت الشراعية في العالم، في أول رحلة رسمية لها على سطح الماء، وسط اهتمام واسع من عشّاق الملاحة البحرية. وتزن السفينة العملاقة 26.200 طن، فيما يبلغ طولها نحو 220 متراً، ما يجعلها إنجازاً هندسياً فريداً في عالم السفن الشراعية الفاخرة.
وتُعرف هذه الرحلة باسم “أورينت إكسبريس كورنثيان”، وهي ثمرة تعاون مشترك بين شركة قطارات الركاب الشهيرة “أورينت إكسبريس” ومجموعة الضيافة الفرنسية “أكور”.
وتتسع هذه السفينة الفاخرة لـ 110 ركاب في 54 جناحاً، وهي تبحر عبر شواطئ الريفييرا الفرنسية والإيطالية، والبحر الأبيض المتوسط، والبحر الأدرياتيكي، وفق تقارير.
وانطلقت السفينة في حوض بناء السفن “شانتييه دو لاتلانتيك” في سان نازير، فرنسا، وستبحر ابتداءً من منتصف عام 2026.
وبدأ بناء السفينة بأول عملية قطع للفولاذ في مارس (آذار) 2024، وبدأ التجميع في وقت سابق من هذا العام.
وبُنيت السفينة من 14 كتلة هيكلية، ونُقلت مؤخراً من الحوض الجاف إلى رصيف التجهيز، ومن المقرر أن تبدأ رحلتها الأولى في يونيو (حزيران) من العام المقبل.
وتتميز بثلاث منصات باليسترون – وهو تصميم غير مألوف يُشكل أساساً لصواريها وأشرعتها الثلاثة المميزة.
وتتميز السفينة بنظام كشف الأجسام العائمة يعمل بالذكاء الاصطناعي، وصُممت الصواري لتحقيق الكفاءة والأداء، وهي مُثبتة على قواعد قابلة للدوران والإمالة لتعزيز فاعلية الأشرعة الصلبة الثلاثة.
ويرتفع كل صاري 328 قدماً ويحمل مساحة 16,146 قدما مربعاً من سطح الشراع، والتي يُمكن طيها عند عدم الاستخدام.
وقام بتطوير السفينة حوض بناء السفن الفرنسي “شانتييه دو لاتلانتيك”، حيث تتميز بتقنية دفع مبتكرة تُعد الأولى من نوعها في سفينة سياحية بهذا الحجم.
ويتيح هذا النظام المتطور تشغيل السفينة بالكامل باستخدام طاقة الرياح المتجددة عند توفّر الظروف الملائمة، ما يجعلها نموذجاً مستقبلياً للسفر البحري المستدام.
وعند الحاجة إلى طاقة إضافية، سيوفر نظام هجين يستخدم الغاز الطبيعي المسال (LNG) دفعاً احتياطياً.
ومن بين الميزات الرئيسية نظام كشف الأجسام العائمة المدعّم بالذكاء الاصطناعي، والذي طُوّر للمساعدة في منع الاصطدام بالثدييات البحرية، علاوةً على ذلك، ستُزوّد السفن بتقنية تحديد المواقع الديناميكية.
والسفينة مجهّزة بنظام معالجة مياه BIO-SEA، الخالي من المواد الكيميائية والقائم على الأشعة فوق البنفسجية، من مجموعة BIO-UV، لتنقية المياه على متنها.
وستضم 54 جناحاً مريحاً، وستضم السفينة 5 مطاعم ومساحات خاصة لتناول الطعام، يشرف عليها جميعاً الشيف يانيك ألينو، الحائز على العديد من نجوم ميشلان، والذي يدير أيضاً تجربة تناول الطعام على متن القطار. ويهدف التصميم إلى عكس الأسلوب الكلاسيكي وسحر قطار أورينت إكسبريس الشهير.