وسط تعزيزات أمنية استثنائية، تستعدّ فرنسا اليوم الجمعة، لاستقبال عشرات رؤساء الجمهوريات والحكومات، وملوك وقادة، إضافةً إلى السيدة الأولى للولايات المتحدة جيل بايدن، في حفل افتتاح غير مسبوق للألعاب الأولمبية الصيفية على نهر السين.
وشهدت باريس استنفاراً أمنياً واسعاً استعداداً للاحتفال، وسطَ مخاوفَ من تأثير الاضطرابات السياسية على سير دورة الألعاب الأولمبية.
ولم تتم دعوة أي مسؤول رسمي روسي لتمثيل الرئيس فلاديمير بوتين، على خلفية الحرب التي شنّتها روسيا على جارتها أوكرانيا، في حين عُززت الإجراءات الأمنية للوفد الإسرائيلي بعد تصاعد التوتر بسبب القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع أكتوبر.
وعشية حفل افتتاح أكبر الأحداث الرياضية، ما زالت الشكوك تحوم حيال حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ومن جانبه، أكد السفير الفرنسي سامويل دوكروكيه، للرياضة على جاهزية بلاده، قائلاً: “نحن مستعدّون لاستقبال العالم”.
ورداً على العمليات العسكرية الروسية الأوكرانية وقرع طبول الحرب قبل 3 سنوات، حُظر الرياضيون الروس والبيلاروس من المشاركة في ألعاب باريس، في حين سمح لمجموعة صغيرة منهم بالمشاركة تحت علم محايد وبشروط صارمة.
في المقابل، لم تتضمّن قائمة الضيوف الذين سيحضرون حفل استقبال في قصر الإليزيه الجمعة اسم زيلينسكي. في حين لم يصدر أي تعليق فوري من كييف.
ومن المقرر أن يحضر رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، الحريص على تعزيز العلاقات مع فرنسا، ويكون متواجداً في المدرّجات المطلّة على نهر السين لمشاهدة العرض النهري المذهل.
حيث، قالت سفيرة بريطانيا في فرنسا مينا رولينغز: إن باريس 2024 “هو حدث كبير لفرنسا ولكن لبريطانيا أيضاً”، مضيفةً أن حوالي 500 ألف بطاقة بيعت في بريطانيا.
ومن المتوقع أيضاً حضور زعماء أوروبيين آخرين، أبرزهم المستشار الألماني أولاف شولتس، الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وأيضاً، سيحضر رئيس وزراء جورجيا إيراكلي كوباخيدزه، ترافقه رئيسة البلاد سالومي زورابيشفيلي إضافة إلى رئيسة مولداوفيا مايا ساندو.
والرئيس الأمريكي جو بايدن (81 عاماً)، الذي أعلن أخيراً انسحابه من سباق الترشح لمنصب الرئيس لولاية ثانية ويتعافى من فيروس كورونا، لن يسافر إلى باريس، لكن السيدة الأولى جيل بايدن أكّدت حضورها.
وسيحضر حفل الختام دوغلاس إيمهوف، زوج نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس التي أعلنت ترشّحها للسباق الرئاسي إلى البيت الأبيض.
وسيحضر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ مراسم حفل الافتتاح تحت حماية مشددة، على الرغم من احتجاجات طهران.
وسيلتقي هرتسوغ أيضاً مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش الحفل، ويمثّل رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ورغم الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار بين الدول المتحاربة، لن تتوقف أصوات المدافع في أوكرانيا وغزة والسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية وأماكن أخرى، لكن الألعاب الأولمبية ستكون فرصة لنشاط دبلوماسي مكثف.
وسيحث الأمين العام للأمم المتحدة البرتغالي أنطونيو غوتيريش على هامش حفل الافتتاح الجمعة، الدول إلى “إلقاء أسلحتها”، كما دعا ماكرون أيضاً إلى “هدنة أولمبية”.