فضيحة إهمال داخل اللوفر.. غرق قسم الآثار المصرية وتلف مئات الكتب النادرة

السياسي –

شهد قسم الآثار المصرية في متحف اللوفر الفرنسي فيضاناً كبيراً نتج عن تسرب مياه ملوثة داخل المكتبة، وذلك يوم الأربعاء 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2025، قبيل الساعة التاسعة مساءً بقليلٍ.

وتسبب التسرب في إلحاق أضرارٍ بالغةٍ بنحو أربعمئة مجلدٍ، حيث تعرضت أغلفتها القديمة للتلف، وباتت بعض هذه المجلدات في حالةٍ يستحيل إصلاحها، كما امتدت الأضرار لتشمل المكاتب أيضاً، ما جعلها غير قابلةٍ للاستخدام مؤقتاً.

وبلغت قوة اندفاع المياه حداً جعلها تتجاوز تشبع السجاد، لتتسرب نحو الطابق السفلي وصولاً إلى خزانةٍ كهربائيةٍ، وهو ما كان قد يتسبب في نشوب حريقٍ، وقد تكررت الحادثة يوم الثلاثاء الماضي، لكن بدرجةٍ أقل خطورةً في الموقع ذاته.

في سياق متصل، طالب القسم لسنواتٍ عديدةٍ بتخصيص ميزانيةٍ لحماية الكتب من احتمال انفجار الأنابيب الممتدة عبر الأسقف المستعارة، والتي كانت حالتها المتدهورة معروفةً لدى الإدارة، حيث تسببت بتسريباتٍ أقل خطورةً بشكلٍ متكررٍ.

كما رُفضت أيضاً طلبات الاستعانة بمقاولٍ خارجيٍ لنقل هذه المجموعات إلى مساحةٍ شاغرةٍ وأكثر أماناً، كما حدث مع مكتبة قسم الآثار البيزنطية والمسيحية الشرقية.

وبحسب مجلة “La Tribune de l’Art” الفرنسية، تُرفض باستمرارٍ طلبات شراء أثاثٍ مُصمم خصيصاً لحفظ أعمالٍ ثمينةٍ مثل “وصف مصر” وكتاب “آثار من مصر وإثيوبيا” لكارل ريتشارد ليبسيوس.

ورغم نجاة هذه الكتب من الفيضان، لكنها موضوعة تحت النوافذ ومحمية فقط بغلافٍ بلاستيكيٍ فقاعيٍ، ما يجعلها عُرضةً لأضرارٍ بالغةٍ في حال هبوب عاصفةٍ عنيفةٍ.

وتقع المكتبة في جناح موليان بالقرب من مكاتب الإدارة العامة التي أُنفق على تجديدها مئتان وستة وسبعون ألف يورو، معظمها على أثاثٍ فاخرٍ، بحسب تقرير محكمة المراجعين.

ويظهر هذا الإهمال تفضيل راحة رئيسة المتحف والمسؤولين على سلامة مكتبةٍ علميةٍ تحتوي أعمالاً نادرةً وضروريةً للقيمين على المجموعات.