الدليلُ ضد إسرائيل قوىٌ هذه المرة وقريبٌ من يد المدعى العام لمحكمة الجنايات الدولية، كريم خان، وذلك بشهادة زميلته التى سبقته فى المنصب، فاتو بنسودا، التى انتهت مدتها فى 2021، بأنها تَعَرَّضت لاعتداءات لعرقلتها عن القيام بواجباتها الوظيفية، من الرئيس السابق للموساد، يوسى كوهين، الذى كان قريباً من نيتانياهو، فقد سعى لإجبارها على توقيف تحرياتها فى جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين. عن التفاصيل الدقيقة لهذا الموضوع، نشرت جريدة (جارديان) البريطانية تحقيقاً متميزاً لكيف قام كوهين وفريقه فى الموساد بكل ما يمكنهم لتحقيق هدفهم، خاصة أن بنسودا كانت استصدرت من الدائرة التمهيدية للمحكمة ما يؤكد ولاية المحكمة على الأراضى المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، فى فبراير 2021، ثم بدأت فى الشهر التالى مباشرة العمل فى القضية. ووفقاً لتحقيق (جارديان)، فإن هذا أشعل ضدها غضباً عارماً فى إسرائيل. وقد تسابقت وسائل الإعلام على نقل مضمون التقرير فور نشره الأسبوع الماضى، حتى أن موقع (الحرة) الأمريكى الرسمى، قدَّم عرضاً وافياً له.
وفقاً للتحقيق، فإن كوهين بدأ بإغراء بنسودا لتجنيدها بقوله لها: «يجب عليك مساعدتنا، ودعينا نعتنى بك»! ولما لم يجد استجابة منها، ألمح لها بعواقب على حياتها المهنية إذا مضت قدماً، وأدارت الموساد ضدها حملة تشويه اتهمتها بالفساد، وطالت زوجها بعد أن حصلت على معلومات سرية تخصه. وقد أطلعت بنسودا بعض زملائها بهذه التفاصيل فى حينها.
يُذْكَر أن المدعى العام الحالى كريم خان قد أشار إلى هذه الوقائع فى كلمته، التى أعلن فيها أنه تقدم بطلب إلى المحكمة لاستصدار مذكرات اعتقال فى حق نيتانياهو وجالانت وثلاثة من قادة حماس، عندما قال إنه يجب أن تتوقف جميع محاولات إعاقة موظفى هذه المحكمة أوتخويفهم أو التأثير عليهم بشكل غير لائق. ولكنه لم يقدم تفاصيل عن محاولات التدخل. والمهم أنه أكدّ أن المعاهدة التأسيسية للمحكمة تجعل أى تدخل من هذا القبيل جريمة جنائية. وأوضح إنه إذا استمر هذا الوضع فإنه لن يتردد فى التصرف. فليت إحدى الدول العربية تتقدم له بدعوى بالتفاصيل المنشورة، التى يُعزِّزها أن شهود القضية ضمن هيئة المحكمة.
*نقلا غن الأهرام