السياسي –
فقدت شابة بريطانية تبلغ من العمر 25 عاماً أملها في حياة صحية، بعدما تسببت إبر التنحيف من نوع مونجارو بتدمير بنكرياسها، رغم نجاحها في خسارة 22 كيلوغراماً من وزنها.
وبحسب ما نقلت صحيفة “دايلي ميل”، فقد بدأت أليشا ترافورد من مدينة هال، شرق يوركشاير باستخدام الحقن في فبراير (شباط)الماضي لمساعدتها على التنحيف وإدارة أعراض متلازمة تكيس المبايض.
لكن بعد 3 أشهر فقط من بدء العلاج، شخص الأطباء إصابتها بالتهاب البنكرياس الحاد، وهي حالة يصاب فيها هذا العضو الحيوي المسؤول عن الهضم وإفراز الهرمونات بالتهاب شديد خلال فترة قصيرة.

تطور خطير في الحالة الصحية
أكدت ترافورد أن الأطباء ربطوا حالتها حصراً بإبرة مونجارو، مشيرةً إلى أنها لم تستطع رفع رأسها أو التحدث من شدة المرض.
ووصفت الألم بأنه “مؤلم للغاية” وأن جسدها كان “منهكاً تماماً”، حيث فقدت 13 كيلوغراماً إضافية أثناء وجودها في المستشفى بسبب عدم قدرتها على تناول الطعام.
عانت الشابة من مضاعفة نادرة تعرف بنخر البنكرياس، والتي تحدث عندما يفقد البنكرياس إمداداته من الدم، مما يؤدي إلى موت أجزاء من هذا العضو الذي يزن 100 غرام فقط.
كما يمكن أن يؤدي وجود الأنسجة الميتة إلى إصابة البنكرياس بالعدوى، مما قد يؤدي إلى تعفن الدم وفشل الأعضاء والوفاة في بعض الحالات.

رحلة علاجية شاقة ومستمرة
دخلت ترافورد المستشفى عدة مرات بين مايو (أيار) وأغسطس (آب)، وأكد الطبيب الاستشاري دهشته من قدرتها على الحديث والجلوس معه، مشيراً إلى أنه لم يشاهد من قبل حالات دخول متكررة للمستشفى بسبب التهاب البنكرياس بهذا القرب الزمني، موضحاً أن السبب الوحيد الذي منع وضعها في غيبوبة طبية مستحثة كان صغر سنها.
وأدخلت المريضة المستشفى مرة أخرى في 6 ديسمبر (كانون الأول) بسبب التهاب البنكرياس، وأخبرها الأطباء أنها ستظل معرضة لخطر مشاكل البنكرياس طوال حياتها.
وتقول ترافورد إن حياتها “توقفت تماماً” وأنها لو علمت بهذه الآثار الجانبية، لما لمست الإبرة من الأساس.
تكلفة مالية وصحية باهظة
دفعت ترافورد 135 جنيهاً إسترلينياً لصيدلية إلكترونية مقابل كل قلم حقن معبأ مسبقاً، ورأت نتائج سريعة حيث فقدت 22 كيلوغراماً خلال 3 أشهر على هذا الدواء “السحري”، كما كانت مونجارو تساعد أيضاً في علاج أعراض متلازمة تكيس المبايض وجعلت حياتها أفضل في البداية.
لكن بعد مرور كل هذه الأحداث، أبدت ترافورد ندمها على استخدام الإبرة، قائلةً إنها كانت تعتقد أن هذه المضاعفات لن تحدث لها، وقد أصبحت الآن تعاني من التهاب البنكرياس المزمن، ولا يزال بنكرياسها في مرحلة الشفاء، كل ذلك لأنها أرادت إجراء تغييرات أفضل ومنح نفسها فرصة ثانية في الحياة.

موقف الشركة المصنعة والدراسات العلمية
من جهة رسمية، أكد متحدث باسم شركة ليلي المصنعة لمونجارو أن سلامة المرضى تمثل الأولوية القصوى للشركة، وأن النشرة الطبية للدواء تحذر من أن التهاب البنكرياس الحاد يعد أثراً جانبياً غير شائع قد يصيب ما يصل إلى شخص واحد من كل 100 شخص.
وأشارت دراسات سابقة إلى احتمال وجود صلة بين مونجارو وزيادة خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس، لكن لا توجد أدلة كافية بعد لإثبات من هم الأكثر عرضة لهذا الأثر الجانبي، ولماذا قد يسبب الدواء ذلك، بينما تقترح إحدى النظريات أنه يزيد من مستويات بعض إنزيمات البنكرياس في الدم، مما قد يدفعها لمحاولة هضم البنكرياس نفسه.
ويستخدم حوالي 2.5 مليون بريطاني حقن فقدان الوزن مثل مونجارو وأوزيمبيك وويغوفي، وستقدم هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية مونجارو لنحو 220000 شخص خلال السنوات الثلاث المقبلة.





