السياسي – شهدت العاصمة البريطانية لندن، الأحد، عرض مشروع فني مؤثر يوثق أسماء ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، ضمن فعاليات “مهرجان أصوات فلسطين” الذي يحتفي بالثقافة والفن والمقاومة الفلسطينية.
المشروع الذي حمل عنوان “حضور الغائب” هو ثمرة مبادرة من الناشطة والفنانة الأيرلندية ماري إيفرز، التي سخرت فن التطريز التقليدي الفلسطيني لتخليد أسماء الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا في غزة، في محاولة لتأكيد أن الضحايا ليسوا مجرد أرقام.
وقالت إيفرز، خلال جلسة حوارية على هامش المهرجان، إنها استلهمت فكرتها من فن التطريز الفلسطيني العريق الذي تمارسه النساء منذ عقود، مشيرة إلى أن المشروع شارك فيه أكثر من 200 متطوع من مختلف أنحاء العالم.
🔹 Irish activist Mary Evers is immortalizing the names of Palestinians killed in Gaza—one stitch at a time
🧵 Using black for men, red for women, and green for children, she embroiders each victim’s name and age onto fabric, turning numbers into lives remembered pic.twitter.com/rbkmTcBgQp
— Anadolu English (@anadoluagency) March 24, 2025
وأضافت أن اللوحات المطرزة تضم اسم وعمر وجنس كل ضحية فلسطينية سقطت خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، مطرزة بخيوط تحمل ألوان العلم الفلسطيني.
وأوضحت الفنانة الأيرلندية أن مشروعها جاء استجابة إنسانية وأخلاقية لما وصفته بـ”المأساة المستمرة” التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الصمت الدولي، مؤكدة أن كل غرزة في لوحاتها تمثل حياة فقدت، وذكرى لا يجوز محوها.
يذكر أن ماري إيفرز نشأت في بيئة قريبة من الشرق الأوسط، حيث تنقلت خلال طفولتها بين لبنان وسوريا ومصر وفلسطين بحكم عمل والدها ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وقد عايشت أسرتها أحداثا مفصلية في المنطقة، من بينها مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، ما ترك أثرا عميقا في وعيها الإنساني والفني.
وبعد انتقالها إلى لندن في ثمانينيات القرن الماضي، عملت إيفرز في مجال طب العظام لأكثر من ثلاثين عاما، قبل أن تتوقف إثر تعرضها لحادث دراجة نارية، لتتفرغ لاحقا للنشاط الحقوقي والفني في دعم القضية الفلسطينية.
ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أسفر عن سقوط أكثر من 163 ألف شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء٬ أطلقت إيفرز مشروعها تحت اسم “شهداء غزة” في عام 2024.





