الموقف الذي اتخذه الفنانون الإسبان بمقاطعة المهرجانات ذات التمويل أو الشراكة الإسرائيلية يعكس تصاعد الوعي العالمي بخصوص الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة حيث تستمر الجريمة بحق المدنيين الفلسطينيين تحت ذرائع أمنية.
هذه الخطوة تندرج ضمن حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل (BDS)، التي تهدف إلى الضغط على الدولة العبرية لإنهاء احتلالها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان. الانسحابات الجماعية لفنانين من مهرجانات مثل “سونار” و”فينا روك” و”أرينال ساوند” تُظهر أن الشراكة مع كيانات تدعم الاستيطان غير القانوني أو التطهير العرقي في فلسطين لم تعد مقبولة في الأوساط الفنية والثقافية.
وأوضح الفنانون أن انسحابهم جاء لأن أحد المنظمين التابعين لمهرجان “سونار” هو شركة “كي كي آر”، وهي صندوق استثماري له صلات ببناء المستوطنات غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. من جهة أخرى، أصدر مهرجان “سونار” بيانا عبر موقعه الإلكتروني أكد فيه أنه “يدين بشكل قاطع الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني”، وأن لديه “موقفا واضحا في ما يتعلق بحقوق الإنسان”. ولا يُعد “سونار” الوحيد من نوعه في إسبانيا الذي شهد احتجاجات، إذ أفاد إعلام محلي بأن مهرجانات ثقافية أخرى مثل “فينا روك” و”ريسوريكشن فيست” و”أرينال ساوند” و”بني قاسم” الدولي شهدت أيضا انسحاب العديد من الفنانين بسبب علاقات هذه الفعاليات بشركة “كي كي آر”.
الضغط الشعبي والفني المتزايد قد يُجبر المزيد من المؤسسات على قطع علاقاتها مع إسرائيل أو الكيانات الداعمة لها، خاصة مع استمرار الإبادة الجماعية في غزة والتي خلفت حتى الآن أكثر من 179 ألف ضحية، معظمهم من الأطفال والنساء، وفقاً للإحصاءات الفلسطينية والدولية.
هذه الخطوات، وإن كانت رمزية، إلا أنها تساهم في تعزيز العزلة الدولية لإسرائيل وتؤكد أن **المقاومة بالوسائل السلمية**، مثل المقاطعة الثقافية والاقتصادية، يمكن أن تكون أداة فعالة في فضح جرائم الاحتلال.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 179 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.