السياسي – في مواجهة نشرٍ أمريكي واسع للقوات البحرية في البحر الكاريبي، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حالة التأهب القصوى، متهمًا واشنطن بمحاولة فرض تغيير نظامي على كاراكاس بالقوة، في ما وصفه بـ”أكبر تهديد تشهده القارة خلال المئة عام الماضية”.
وبحسب “يورونيوز”، حذَّر مادورو من أن أي هجوم أمريكي على الأراضي الفنزويلية سيؤدي إلى إعلان “جمهورية مسلحة”، محذرًا من أن أيّ هجوم على بلاده “سيُلطِّخ أيدي ترامب بالدماء”، مؤكدًا نشر أكثر من 15 ألف جندي على السواحل والحدود مع كولومبيا، إلى جانب استدعاء المواطنين للتسجيل في ميليشيا مدنية دفاعًا عن السيادة الوطنية، وفي المقابل، تركز واشنطن على تعزيز نشر القوات البحرية لمكافحة أنشطة تهريب المخدرات عبر المنطقة، دون أي إشارة إلى نية القيام بعملية برية.
وجاء في الموقع أن القوة الأمريكية المتمركزة في الكاريبي، وفق تقارير الدفاع، تضمُّ ثلاث سفن إنزال ومدمرات صواريخ موجهة، مجهزة بأكثر من 1,200 صاروخ وغواصة، مع أكثر من 4,000 بحار ومارينز، ومع ذلك، شدَّد مادورو على أن هذا الانتشار يمثل تهديدًا “إجراميًّا وغير أخلاقي” يُعرض المنطقة بأسرها لمخاطر كبيرة.
من جهته أكَّد وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل أن التهديد المعلن من واشنطن مبني على معلومات مضللة، مشيرًا إلى أن “87% من كوكايين أمريكا اللاتينية يمرُّ عبر المحيط الهادئ وليس فنزويلا”، وحذَّر من أن أيَّ تصعيد قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي.
وتذكر مصادر أنه وفي ظل هذه التوترات، تبدو فنزويلا وواشنطن على شفا مواجهةٍ دبلوماسية عسكرية معقدة، حيث تتقاطع الاعتبارات الأمنية مع السياسة الداخلية والشرعية الدولية، في مشهد يعكس هشاشة الاستقرار في أمريكا اللاتينية، وأهمية الحنكة السياسية والعسكرية لكل طرف لتفادي التصعيد الكارثي.