السياسي – نشرت مجلة “فورين بوليسي” تقريراً أعده جاك ديتسش قال فيه إن الجيش الأمريكي المنتشر فوق طاقته يستعد للدفاع عن إسرائيل.
وفي البداية قامت وزارة الدفاع بإعادة توجيه مسار حاملة الطائرات أبراهام لينكولن من المحيط الهاديء إلى الشرق الأوسط، حيث أراحت حاملة الطائرات تيودر روزفلت. وبعد ذلك أرسلت البنتاغون مزيداً من الطرادات والمدمرات القادرة على الدفاع عن الصواريخ الباليستية بالمنطقة. ثم أمر وزير الدفاع لويد أوستن بإرسال مزيد من أسراب الطائرات إلى الشرق الأوسط، ومزيد من الدفاعات الصاروخية الباليستية. وتحذر حتى إدارة بايدن، ولأيام، من أن الولايات المتحدة ستؤكد على سلامة إسرائيل ضد أي هجوم إيراني جديد.
ولدى الولايات المتحدة نظام دفاعي أقامته بالمنطقة. وفي منتصف نهار يوم الإثنين، كان الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية بالشرق الأوسط، في إسرائيل، حيث بحث خطط الدفاع الجوي نقطة بنقطة.
ومن جهة أخرى؛ وصل وزير الدفاع الروسي السابق، ورئيس مجلس الأمن الروسي حالياً، سيرغي شويغو، إلى طهران، والتقى مع نظيره الإيراني.
وتأتي الجهود الأمريكية في ظلّ أولويات إدارة بايدن لزيادة أعداد الجنود والبوارج الحربية في منطقة الباسيفيك، إلا أنها أعادت توجيه الجهود من جديد نحو الشرق الأوسط. وهو ما وزّعَ القدرات الأمريكية، جنوداً وسُفناً على أكثر من مسرح. ونقلت المجلة عن مارك مونتغمري، الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية: “نحن لا نبني جيشاً للتعامل مع ثلاثة مسارح مجتمعة”.
ويقوم الجيش الأمريكي بإرسال أرصدة عسكرية لا يستطيع إخراجها من منطقة إلى منطقة مهمة أخرى. فالحاملة لينكولن، والتي من المفترض أن تغطي منطقة المحيطين الهندي والباسيفكي، في طريقها إلى منطقة الخليج. أما حاملة الطائرات روزفلت فقد عادت للتو إلى ميناء نورفولك في فيرجينيا، بعد رحلة طويلة في البحر الأحمر، ومواجهة الحوثيين في اليمن. ولو استمر هذا الوضع بتحدي قدرة الجيش في منطقة المحيط الهندي والباسيفكي فإنه “سيتحدى قدرتنا لنشر أرصدة نريد وجودها في تلك المنطقة من العالم”، كما يقول الأدميرال المتقاعد جون ميلر، الذي عمل سابقاً قائداً للأسطول الخامس. ولكنه حذر من أن الجيش الأمريكي لديه المقدرة على تحريك أرصدته سريعاً، فـ” نحن قادرون على نقل طائرات القوات الجوية بين المحيط الباسيفكي والشرق الأوسط. كما نستطيع نقل السفن بين الباسيفك أو المحيط الأطلسي في الشرق الأوسط دون أي صعوبة، وبفترة قصيرة من الزمن”.
ويعترف الأدميرال بأن هذه العملية مكلفة وصعبة وتستغرق وقتاً لكي يتم استبدال الأرصدة المستخدمة. ولا “نستطيع مواصلة هذه اللعبة الدفاعية، حيث نظل نلعب في نصف الملعب بدون الهجوم”.
لقد بات من المؤكد أن إيران ستشن هجمات. واتضح هذا خلال عطلة نهاية الأسبوع، ففي يوم الأحد، وَرَدَ أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حذّر زعماء مجموعة الدول السبع من أن الضربة الإيرانية قد تبدأ خلال 24 ساعة. وأعلنت إيران عن نواياها، فأرسلت تحذيرات دبلوماسية، ورسائل تحذيرية تتعلق بالسلامة. وبحلول صباح يوم الإثنين، أصدرت إيران إخطاراً للطيارين بإغلاق مجالها الجوي. كما ألغت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب وطهران. وحثت الولايات المتحدة، وغيرها من الدول الغربية، رعاياها على مغادرة لبنان والدول المجاورة الأخرى في أقرب وقت ممكن.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة “نيويورك تايمز”، في تقرير أعدته فيفيان نيريم وفرناز فصيحي، إلى أن الجهود الدبلوماسية تكثّفت يوم الإثنين لاحتواء التوترات بين إسرائيل وإيران، وسط تزايد المخاوف من توسّع النزاع في المنطقة وتعهّد طهران بالرد على اغتيال زعيم “حماس” إسماعيل هنية على أراضيها، في الأسبوع الماضي.
وقالت الصحيفة إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قدّمَ إحاطة لكوريلا عن قدرات الدفاعات الجوية الإسرائيلية على صدّ أي هجوم إيراني، أو الجماعات الموالية لطهران.
وقالت الحكومة الإسرائيلية، في بيان منفصل، إن غالانت أحاط وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بقدرة الدفاعات الجوية على صدّ هجمات إيران وجماعاتها.
وهدّدَ رئيسُ الوزراء الإسرائيلي بأن “أي عمل عدواني ضدنا، ومن أي جهة، سيدفع ثمناً باهظاً”.
وتُواجه إسرائيل هجمات من جماعات موالية لإيران في اليمن و”حزب الله” في لبنان، حيث يتواصل التراشق الصاروخي والغارات الجوية الإسرائيلية التي قتلت أفراداً في “حزب الله”، إلا أن هذه العمليات ليست، على ما يبدو، جزءاً من انتقام “حزب الله” على مقتل قائده العسكري فؤاد شكر، يوم الثلاثاء الماضي.
وقالت الصحيفة إن كوريلا زار إسرائيل، يوم الإثنين، لمناقشة “التحضيرات المشتركة بالمنطقة، وكجزء من الرد على التهديدات في الشرق الأوسط”، والتقى كوريلا مع رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي. وعقد بايدن اجتماعاً مع مجلس الأمن القومي لمناقشة التطورات في المنطقة. وبحسب بيان صادر عن البيت الأبيض، فقد ناقش بايدن مع العاهل الأردني جهود خفض التوتر، بما في ذلك وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى لدى “حماس”. وقال وزير الخارجية أنطوني بلينكن إن الدبلوماسية الأمريكية تعمل على مدار الساعة، وحث كل الأطراف تجنب التصعيد.
ويحضر وزراء خارجية الدول الإسلامية للقاء يوم الأربعاء في الرياض لمناقشة الجرائم ضد الفلسطينيين ومقتل هنية. وطلبت إيران عقد اجتماع منظمة التعاون الإسلامي. ومع ذلك تواجه إدارة بايدن تحديات عدة، في محاولة نسخ نجاحها في نيسان/أبريل أثناء الهجوم الإيراني.
ورأت صحيفة “وول ستريت جورنال”، في تقرير أعدّه مايكل غوردون وألكسندر وورد ولارا سيغلمان أن إدارة بايدن تواجه تحديات، وهي تحضر للدفاع عن إسرائيل.
وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم رصدوا تحركات إيرانية، ونقل راجمات صواريخ ومناورات عسكرية، وهو ما يعطي صورة أن إيران تحضّر لعملية عسكرية. ويخشى المسؤولون الأمريكيون أن تشن إيران هجوماً بالتساوق مع هجوم انتقامي من “حزب الله”.
وتواجه الولايات المتحدة، إلى جانب جهودها تحقيق الاستقرار بالمنطقة، مهمة الدفاع عن إسرائيل ضد هجوم إيراني جديد، حالة فشل الردع. وهناك مخاوف من أن يؤدي الهجوم الجديد إلى إحباط جهود الرئيس بايدن لوقف إطلاق النار في غزة، حيث أصبح هذا الأمر مركزَ سياسته الخارجية بالمنطقة.
وكان بلينكن قد عبّرَ، قبل أسابيع، عن قرب التوصل إلى اتفاقية، لكنه وَجَدَ نفسه، أمس، يدعو الأطراف لخفض التوتر.
وتشير الصحيفة إلى أن وقف إطلاق النار كان في مركز المباحثات الأمريكية- الإسرائيلية، في 25 تموز/يوليو، حيث التقى الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس مع بنيامين نتنياهو، إلا أن مقتل هنية جعل الإدارة تدير دبلوماسية لمنع انتشار الحرب. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الإيرانيين يناقشون مدى الرد الانتقامي ضد إسرائيل، وإمكانية مشاركة الجماعات الوكيلة عنها في المنطقة.
وكانت إدارة بايدن حذرة في انتقاد عملية إسرائيل في طهران، لكنها التزمت بدعوة الجميع لخفض التوتر.
ونقلت الصحيفة عن ديفيد شينكر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية أثناء إدارة ترامب، قوله: “أعتقد أن إدارة بايدن محبطة مما تراه العملية الإسرائيلية من جانب واحد، ولم تأخذ بالاعتبار المصالح الأمريكية”.