السياسي -متابعات
في عرض البحر وعلى متن يخت فخم يفترض أن يكون ملاذًا للصفاء، تتحول رحلة إلى كابوس نفسي في فيلم “The Woman in Cabin 10″، أحدث إنتاجات نتفليكس، والمقرر عرضه في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025. الفيلم مستوحى من الرواية الأكثر مبيعاً للكاتبة البريطانية روث وير، والتي حققت صدى كبيراً منذ صدورها عام 2016.
رحلة سفر تتحول إلى صراع من أجل التصديق
تدور أحداث الفيلم حول لو بلاكلوك، وهي صحفية متخصصة في السفر، تجسد دورها الممثلة البريطانية كيرا نايتلي. تتلقى لو دعوة لتغطية رحلة بحرية راقية على متن يخت فاخر، في إطار عملها الصحفي، لكن سرعان ما تنقلب التجربة من استرخاء إلى رعب، عندما تسمع صرخة امرأة ليلاً، وتراها تُلقى من مقصورة قريبة، تُعرف باسم “الكابين 10”.
تُسارع لو إلى إبلاغ طاقم اليخت، إلا أن الجميع ينكر الواقعة، مؤكدين أن جميع الركاب حُصروا ولا أحد مفقود. وهنا تبدأ لو في مواجهة واقع يتآمر على تكذيبها، وتتحول رحلتها إلى صراع داخلي ونفسي بين ما رأته فعلاً، وبين ما يُفرض عليها تصديقه.
حبكة مشوقة ضمن إطار بصري خانق
يتولى سيمون ستون إخراج الفيلم، مستخدماً كاميرا تلتقط التوتر في أضيق الزوايا. وقد وصف تجربته الإخراجية بأنها تضع المشاهد داخل “قبو فاخر” وسط البحر، حيث لا مهرب ولا دليل. كتب السيناريو كل من جو شربنل وآنا واترهوس، اللذان عملا على بناء الحبكة بأسلوب نفسي تدريجي يزيد من حالة العزلة والانهيار.
الأجواء المحيطة بلو بلاكلوك تصبح أكثر ضيقًا مع كل مشهد، ليس فقط بسبب غموض الجريمة، بل بسبب السلوك البارد والمرتبك لطاقم اليخت والركاب الذين يصرون على تجاهل شكوكها.
كيرا نايتلي في مواجهة الشك والتشكيك الجماعي
تقدم كيرا نايتلي أداءً وصفه متابعون مقربون من الإنتاج بـ”الداخلي والمكثف”، حيث تنجح في تجسيد معاناة الشخصية مع القلق، وانهيار الثقة في النفس عندما يتم إنكار تجربتها مراراً.
يشاركها البطولة عدد من الممثلين البارزين، منهم: غايا بيرس، هانا وادينغهام، غوغو مباثا رو، كايا سكوديلاريو، ديفيد موريسي، وديفيد أجالا، ما يعزز من التوازن الدرامي ويوفر تنوعاً في الشخصيات.
رسائل الفيلم: التشكيك، العزلة، والبحث عن الحقيقة
بعيداً عن كونه مجرد فيلم إثارة، يحمل “The Woman in Cabin 10” أبعاداً اجتماعية ونفسية، أبرزها التشكيك المستمر في روايات النساء، وضياع الحقيقة في مجتمعات مهووسة بالمظاهر. عبر سرد متصاعد وأجواء خانقة، يسائل الفيلم قدرة الإنسان على الدفاع عن واقعه حين يُصبح محاصراً بالكذب الجماعي.
نتفليكس تعيد الرواية إلى الواجهة
بإنتاجها لهذا الفيلم، تُعيد نتفليكس واحدة من أكثر الروايات النفسية نجاحاً في العقد الأخير إلى الأضواء. فالرواية، التي صنفت ضمن كتب التشويق الأعلى مبيعاً في الولايات المتحدة وبريطانيا، تعود الآن ببرؤية سينمائية تضع المشاهد في قلب التساؤل: هل يمكن تصديق الحقيقة إذا كذبها الجميع؟
“The Woman in Cabin 10” ليس مجرد فيلم عن جريمة غامضة وسط البحر، بل عمل سينمائي يمزج بين التشويق والتحليل النفسي، ويأخذ المشاهد في رحلة داخل عوالم من الشك والخوف والعزلة. إنه اختبار لقوة الصوت الفردي في مواجهة الجماعة، وللحقيقة حين تصبح وحدها في بحر من الإنكار.