السياسي –
كما كان متوقعا، شهد اليوم الأخير من سوق الانتقالات الصيفية، أو ما يُعرف بين عشاق الساحرة المستديرة بـ«الديد لاين داي» للميركاتو الصيفي، نشاطا ملحوظا من قبل الأندية الأوروبية بوجه عام وأندية الدوري الإنكليزي الممتاز على وجه الخصوص، وفي القلب منهم حامل لقب البريميرليغ ومتصدر البطولة في أول 3 جولات نادي ليفربول، الذي بدوره ختم الميركاتو التاريخي، بتحطيم رقمه القياسي على مستوى الصفقات للمرة الثانية هذا الصيف، بإنفاق ما يلامس الـ500 مليون يورو، وتحديدا 482 مليون بنفس العملة (وفقا لموقع ترانسفير ماركت)، وتبعه بطل العالم والمؤتمر الأوروبي تشلسي، بضخ ما مجموعه 328 مليونا، من أصل ما يزيد على ثلاثة مليارات أنفقتها الأندية الإنكليزية لتعزيز صفوفها في الموسم الجديد، ليواصل البريميرليغ هيمنته المالية على كرة القدم العالمية، مبتعدا بمسافة كبيرة عن أقرب الدوريات الأوروبية المنافسة على مستوى الإنقاق، أو بلغة المال والأرقام أكثر من ضعفي أقرب مطارديه، والإشارة إلى أندية جنة كرة القدم في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، أندية الدوري الإيطالي التي كسرت حاجز المليار يورو، ثم أندية الدوري الألماني بحصيلة بلغت 650 مليون يورو، متفوقة على دوري ريال مدريد وبرشلونة الإسباني، التي اكتفت أنديته بإنقاق 587.5 مليون، فيما حلت أندية الدوري الفرنسي في المرتبة الخامسة بفارق خجول عن أندية الليغا، أو مليوني يورو أقل من الإسبان. وبعيدا عن لغة الملايين والمليارات (رزقنا الله وإياكم)، دعونا نسلط الضوء معا على أبرز الصفقات التي أبرمتها الأندية الكبرى في آخر ساعات النافذة الصيفية وتأثيرها المحتمل بعد عودة اللاعبين من عطلة سبتمبر / أيلول الدولية.
صفقة الإنقاذ
يتذكر جمهور مانشستر سيتي بداية المدرب الكتالوني بيب غوارديولا، حين أعطى الضوء الأخضر للمسؤولين وأصحاب القرار في النادي، بضرورة الاستغناء عن الحارس الأول للفريق جو هارت، بحجة أسلوبه الكلاسيكي، كحارس يُجيد التعامل مع الكرة بين القائمين والعارضة، لكنه لا يلبي مطالب الفيلسوف في عملية البناء الصحيح من الخلف، وبناء عليه جاء الحارس اللاتيني كلاوديو برافو من برشلونة، في صفقة قُدرت بنحو 18 مليون يورو في صيف 2016، ليتحول اختيار بيب إلى كابوس على أداء ونتائج الفريق السماوي، بسلسلة من الأخطاء والهفوات الفردية التي تندرج تحت مسمى «ساذجة»، وذلك في بداية ظهوره مع السيتيزينز في معارك السبت والأحد في الدوري الأكثر شهرة وتنافسية عالميا، ليضطر المدرب لاستبداله بالحارس البديل ويلي كاباييرو، قبل حتى الوصول إلى النصف الثاني من الموسم، في ما كان واحدا من أهم الأسباب التي عجلت بالتوقيع مع الحارس البرازيلي إيدرسون في الموسم التالي، في صفقة أنعشت خزينة بنفيكا البرتغالي بحوالي 40 مليونا بعملة القارة العجوز، ومنذ ذلك الحين، بدا واضحا أن المان سيتي قد تخلص من صداع ضعف وعدم استقرار مركز حراسة المرمى في مشروع بيب، إلى أن ظهرت على الحارس الأول مؤشرات الشيخوخة الكروية، وربما علامات التشبع والاكتفاء بالبطولات والألقاب الكبرى التي حققها مع الفريق طيلة السنوات الماضية، وبناء عليه تمت الموافقة على إرساله إلى فناربخشة التركي هذا الصيف مقابل 11 مليونا، في المقابل جاء الحارس جيمس ترافورد من بيرنلي، ليكون رجل المشروع المستقبلي، لكن فجأة وبدون سابق إنذار، تبدلت أوضاعه من ذاك الحارس الذي جاء بمعنويات تلامس عنان السماء لخلافة إيدرسون، إلى الضحية المنتظرة للوافد الجديد جيجي دوناروما، بعد التحول المثير في مستقبله في فترة ما بعد باريس سان جيرمان.
وكان الاعتقاد السائد في الأسابيع القليلة الماضية، أن الحارس الإيطالي سينتهي به المطاف بالانتقال إلى أحد الأندية التركية أو السعودية، قبل أن يظهر مانشستر يونايتد، كمرشح فوق العادة للظفر بخدمات بحامي عرين بطل دوري أبطال أوروبا، ثم بعد ذلك بالانسحاب المفاجئ الذي جاء بالتزامن مع دخول غريم عاصمة الشمال مانشستر سيتي على الخط، ليتم الإعلان عن إتمام الصفقة بنجاح، مقابل حصول الفريق الباريسي على 30 مليون يورو، وهو ما أثار دهشة واستغراب بعض النقاد والمتابعين، والأمر بطبيعة الحال لا يتعلق برسوم التحويل، التي تبدو كبيرة بالنسبة لحارس مرمى من المفترض أنه سيكون حرا مع إطلاق صافرة نهاية الموسم، بل فتش عن الجوهر الفني والتكتيكي، إذ أننا نتحدث عن حارس مرمى من الطراز الكلاسيكي، الذي لا يُجيد استخدام قدميه في عملية البناء والتحضير من الخلف، أو بعبارة أكثر صراحة لا يختلف كثيرا عن جو هارت، كحارس يعرف قواعد اللعبة بين القائمين والعارضة والانفرادات وكل قواعد الحراسة القديمة، قبل أن يُضيف غوارديولا تلك القواعد الجديدة لمركز حراسة المرمى، أبرزها الجودة العالية والدقة في التمرير سواء على الأرض أو الكرات الطولية الساقطة خلف المدافعين، بتلك الطريقة التي جعلت إيدرسون، يتحول إلى واحد من أكثر حراس المرمى صناعة للأهداف في تاريخ البريميرليغ، بصناعة ما مجموعه 7 أهداف طوال مسيرته مع السكاي بلوز، وهو تقريبا السبب الرئيسي وراء خروج دوناروما من قلعة «حديقة الأمراء»، استنادا إلى بعض المصادر الصحافية، التي تُجمع على المدرب لويس إنريكي، هو المسؤول الأول عن رحيل حارسه الإيطالي العملاق، لحاجته إلى حارس آخر يُجيد اللعب بقدميه، وهو ما يفسر توقيع النادي مع الحارس الفرنسي لوكاس شيفالييه، في إشارة واضحة، إلى أن اختلافه مع الإدارة بشأن البنود الشخصية في عقده الجديد، لم يكن السبب الرئيسي وراء هذا الانفصال المفاجئ، وكل ما سبق، يعني بشكل أو بآخر، أن بيب غوارديولا سيتعين عليه تغيير نهجه التكتيكي مع مركز حارس المرمى، وفي رواية أخرى، سيضطر للعودة إلى أصول اللعبة، بنسيان الأدوار المركبة لحارس المرمى بالجمع بين اللحظات الإبداعية في دوره الأساسي في الحفاظ على نظافة الشباك، وبين تقمص دور صانع الألعاب أو محطة رئيسية لبناء الهجمات، في المقابل سيتخلص من إشكالية ضعف مركز حراسة المرمى، أو في أضعف الإيمان سيطوي صفحة استقبال الأهداف المجانية، على غرار هدية جيمس ترافورد لتوتنهام في لقطة الهدف الثاني، في المباراة التي خسرها الفريق أمام ضيفه اللندني بثنائية نظيفة في الجولة الثانية للبريميرليغ، لكن هذا سيتوقف على مدى جاهزيته وقدرته على التأقلم السريع على أجواء الفريق والدوري المختلف تماما عن الدوري الفرنسي، منها سيثبت بشكل عملي، أن تألقه اللافت في النصف الثاني من الموسم الماضي، الذي شهد تحوله إلى واحد من الأبطال المؤثرين في حصول «بي إس جي» على أول ثلاثية في تاريخيه (دوري الأبطال، والدوري والفرنسي وكأس فرنسا)، وذلك بعد الصورة السلبية التي كانت محفورة عنه في الأذهان، كحارس كبير لكنه كثير الأخطاء الفردية وأحيانا لا يتحمل الضغط في ليالي الـ«تشامبيونز ليغ» الكبرى، ومنها أيضا سيبعث رسائل على طريقة «كل لبيب بالإشارة يُفهمُ» إلى مدربه السابق في عاصمة الموضة والنور، وهذا بالطبع ما يتمنى غوارديولا حدوثه في ما تبقى من الموسم، على أمل أن يساهم في إعادة الفريق إلى الطريق الصحيح، بعد اهتزاز تلك الصورة أو ما تُعرف بشخصية البطل التي رسمها لنفسه في ملاعب إنكلترا طيلة العقد الماضي، بسبب الموسم الصفري الأخير، وما تبعه من بداية أقل ما يُقال عنها مخيبة للآمال، بالاكتفاء بتحقيق الفوز على ولفرهامبتون برباعية نظيفة في اللقاء الافتتاحي، ثم بالانحناء أمام توتنهام وبرايتون في آخر جولتين قبل التوقف الدولي الحالي.
العاصفة الحمراء
كان الأطفال من مواليد حقبة الثمانينات، وتحديدا عشاق المسلسل الكرتوني الأيقوني مازنجر، ينتظرون مشهد انتصار الشاب الأنيق والوسيم ماهر وعملاقه الآلي مازنجر على الوحوش المدمرة التي كان يبتكرها المخترع الشرير المعروف باسم «أبو الغضب»، بالتعاون مع الشخصية المحيرة «المزدوج»، وعادة ما كان ينتهي مشهد الانتصار الختامي بإطلاق سلاح «العاصفة» على الوحوش والخصوم، وهو تقريبا نفس السلاح الذي استخدمته مجموعة «فينواي» الأمريكية المالكة لليفربول، في يوم «الديد لاين»، بتحطيم الرقم القياسي على مستوى شراء اللاعبين للمرة الثانية في الميركاتو، بعد إطلاق سراح المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك من «سان جيمس بارك»، مقابل حصول إدارة نيوكاسل يونايتد على أكثر من 130 مليون يورو، كأغلى صفقة في تاريخ الريدز والبريميرليغ، بعد ضم الألماني فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن، بحوالي 10 ملايين أقل من نفس المبلغ، وتبعه أسماء من نوعية المهاجم الفرنسي هوغو إيكيتيكي، والظهير الأيمن جيريمي فريمبونغ، والظهير الأيسر ميلوس كيركيز، بتكلفة لامست النصف مليار يورو، كرسالة أو مؤشر على طمع إدارة الريدز المشروع في السيطرة على كافة البطولات المحلية وربما القارية في المرحلة القادمة، أو على أقل تقدير استغلال فترة تعثر السكاي بلوز تحت قيادة بيب غوارديولا، بالمثل استغلال هدايا آرسنال، الذي يعاني من أزمة «الاستمرارية» في المنافسة على لقب البريميرليغ حتى نهاية الموسم، وحتى على المدى القريب، سيظهر التأثير الفوري للعمق الكبير في خط وسط وهجوم الريدز، والحديث عن الفترة التي سيغيب خلالها محمد صلاح عن الفريق بسبب التزامه بالمشاركة مع منتخب بلاده في بطولة أمم أفريقيا التي ستقام على الأراضي المغربية بالتزامن مع فترة ضغط المباريات في أعياد الميلاد، ولعل جماهير النادي تتذكر جيدا، مدى تأثير غياب الملك المصري على خط الهجوم كلما ذهب لتلبية نداء الوطن في أدغال الماما أفريكا في منتصف الموسم، بينما الآن، سيكون بإمكان المدرب الهولندي آرنه سلوت، تنويع أسلوب اللعب بما يتماشى مع الأسماء والمواهب المتفجرة المتاحة في خط الهجوم في فترة غياب هداف الفريق والبريميرليغ الموسم الماضي، وفي كل الأحوال، تعتبر صفقة إيزاك، إضافة خيالية لخط الهجوم، أو كما يقول بعض النقاد والخبراء «قوة جبارة جديدة» في هجوم أحمر الميرسيسايد، وهو ما كان يفتقر إليه الفريق في وجود الأوروغواني المنحوس داروين نونييز، قبل إرساله إلى المملكة العربية السعودية، جنبا إلى جنب مع باقي الأسماء التي خرجت من «الآنفيلد» هذا الصيف، بعائد مادي بلغ 220 مليون يورو، لتمويل المشروع الذي يستهدف السيطرة على جُل البطولات في ما تبقى من العقد الحالي، على طريقة مانشستر سيتي في فترة ما قبل وبعد جائحة كورونا في أوج سنوات الجيل الذهبي لكيفن دي بروين وأصدقاء الأمس القريب.
ذكاء ودهاء
واحدة من أكثر الصفقات إثارة للجدل في الأمتار الأخيرة للميركاتو، كانت في انتقال المهاجم نيكولاس جاكسون من تشلسي إلى بايرن ميونيخ على سبيل الإعارة لمدة موسم مقابل 16.5 مليون يورو، مع شرط إلزامي بانتقال اللاعب إلى «آليانز آرينا» بصفة نهائية مقابل 60 مليون يورو، وذلك بعد حيلة المسؤولين في «ستامفورد بريدج»، بالتلويح بتجميد الصفقة حتى إشعار آخر، بعد الإصابة التي تعرض لها الثنائي ليام ديلاب وكول بالمر قبل التوقف الدولي، ليضطر النادي البافاري لقبول شرط البلوز الجديد، بعد تراجع النادي الإنكليزي عن الشروط الأولى، التي كانت تقتضي بذهاب المهاجم إلى حامل لقب البوندسليغا على سبيل الإعارة مقابل 10 مليون يورو، مع احتفاظ ناديه الجديد بحق الشراء بعقد دائم مقابل 80 مليون يورو، ويُحسب للمسؤولين في تشلسي، نجاحهم في تسويق مهاجمهم الفائض عن حاجة المدرب إينزو ماريسكا، بهذه الحيلة والمبلغ الأكثر من رائع، في لاعب لم يُقدم تلك الإضافة التي كانت متوقعة منه، ولا حتى تمكن من الحفاظ على مكانه في التشكيل الأساسي لفترات الطويلة، لذلك يرى البعض، أنها صفقة أشبه بالسلاح ذو الحدين، إما أم يرد اللاعب على الشكوك التي لم تفارقه منذ ذهابه إلى «ستامفورد بريدج»، على غرار ما حدث مع كيفن دي بروين ومحمد صلاح وباقي الأسماء التي تحولت إلى أساطير ونجوم لامعة بعد الهروب من جحيم مقاعد البلوز، وإما يؤكد صحة ما يُثار حول مزاجيته وعقليته الاحترافية، وذلك بعد فشل البايرن في الحصول على هدف آخر رئيسي في البوندسليغا، والإشارة إلى نك فولتمايده، الذي فَضل الذهاب إلى نيوكاسل على حساب اللعب لزعيم الدوري المحلي، بعد فلوريان فيرتز، الذي أعطى ظهره للبايرن منذ اللحظة الأولى، لرغبته في ارتداء قميص حامل لقب البريميرليغ. وعلى سيرة الذكاء في الاستثمار، سيكون من الصعب تجاوز حيلة نادي ريال بيتيس، الذي قام بتفعيل خاصية «الانتظار» في مفاوضاته مع مانشستر يونايتد، من أجل إعادة البرازيلي أنتوني إلى المدينة الأندلسية، لكن هذه المرة بصفة نهائية، بعد ظهوره اللافت في تجربة إعارته في النصف الثاني من الموسم الماضي، فكانت النتيجة نجاح المحاولة، مقابل رسوم لم تتجاوز حاجز الـ25 مليون يورو، رغم أنه كبد خزينة الشياطين أكثر من ثلاثة أضعاف هذا المبلغ، تحديدا 95 مليون يورو، نظير الحصول على خدماته من ناديه الأسبق أياكس أمستردام، بيد أن النسخة المأساوية التي يبدو عليها اللاعب كلما ارتدى القميص الأحمر، أجبرت المدرب روبن أموريم، ومن خلفه أصحاب القرار في «مسرح الأحلام»، على الموافقة على بيعه بصفة نهائية، حتى لو بثمن بخس، وحدث ذلك بالتزامن مع التخلص من بقايا مشروع المدرب الكابوس إيريك تين هاغ، مثل المهاجم الاسكندينافي راسموس هويلند، الذي كان جزءا من المشروع الذي كلف النادي أكثر من 200 مليون يورو، لتعزيز الخط الأمامي بتوصية من المدرب السابق، وفي الأخير خيب آمال المشجعين، بظهوره بنسخة أقل ما يُقال عنها لا تقارن بالصورة المقنعة التي كان عليها مع أتالانتا في الماضي، فكانت النتيجة، الموافقة على ذهابه إلى حامل لقب الكالتشيو نابولي على سبيل الإعارة لمدة عام مع إمكانية الشراء في الميركاتو الصيفي، شأنه شأن ملك الإعارات جادون سانشو، الذي استقر هذه المرة على الذهاب إلى أستون فيلا، بنفس الطريقة، بعد إعارته لناديه السابق بوروسيا دورتموند في النصف الثاني من الموسم قبل الماضي، وإلى تشلسي الموسم الماضي، وسبقهم بـ24 ساعة، المراهق الأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو، الذي حط الرحال إلى تشلسي، في صفقة قُدرت بنحو 40 مليون جنيه استرليني، منها تخلص المدرب البرتغالي من مزاجية اللاعب اللاتيني، ومنها أيضا حصل النادي على أموال ضرورية لموازنة حساباته وإعادة ترتيب أجور اللاعبين، والأهم أن ينصب تركيز المدرب على رجاله الجدد في الثلث الأخير من الملعب ماتيوس كونيا وبرايان مبومو وبنجامين سيسكو، على أمل ألا يواجهوا نفس مصير ضحايا مشروع إيريك تين هاغ. أيضا في آخر ساعات الميركاتو، أعلن توتنهام ضم المهاجم الفرنسي راندال كولو مواني، على سبيل الإعارة لمدة عام، وذلك بعد تراجع باريس سان جيرمان عن مد فترة إعارة مهاجمه العشريني ليوفنتوس الى عام آخر، مع إمكانية الشراء بعقد دائم مقابل 50 مليون يورو، وما أثار الجدل، أن مدرب الدنماركي توماس فرانك، قد اعترف بشكل واضح، بأن الفريق ليس بحاجة إلى دماء جديدة في الثلث الأخير من الملعب، في وجود ريشارليسون ودومينيك سولانكي، مع إمكانية الاعتماد على ماتيس تيل في مركز المهاجم رقم (9)، لكن على ما يبدو أن المدرب النرويجي أعاد مراجعة حساباته مرة أخرى خصوصا بعد اصابة سولانكي الخطيرة، وبناء عليه وافق على استعارة المهاجم المتحفز للعودة إلى تشكيل منتخب بلاده الفرنسي قبل نهائيات كأس العالم، منها سيشعل المنافسة على مكان في التشكيل الأساسي، ومنها أيضا سيتجنب الشكوك حول استمرارية البرازيلي في الحفاظ على مستواه لفترات طويلة، بالرغم من بدايته المبشرة هذا الموسم. وفي نفس التوقيت، وافق باير ليفركوزن على إعارة مدافعه بييرو هينكابي إلى آرسنال، في ما وُصف بالقرار الغريب بالنسبة للمدرب ميكيل آرتيتا وإدارة النادي اللندني، وذلك للوفرة العددية المتاحة في خط الدفاع، لكن ربما يحتاج المدرب لمزيد من العمق في الثلث الأول من الملعب، بعد الإصابة التي ألمت بالمدافع ويليام ساليبا أثناء مشاركته في الهزيمة الأخيرة أمام ليفربول في «الآنفيلد»، ولو أن هذا في حد ذاته، يعني بالضرورة أن المدرب آرتيتا، أصبح لديه الفريق الأكثر عمقا ووفرة على مستوى اللاعبين في مختلف المراكز، وفي رواية أخرى، المشروع الأكثر جاهزية للوقوف أمام الإعصار الليفربولي هذا الموسم والمواسم القادمة. وعلى سيرة ليفربول، تفاجأ عشاق النادي بقرار الموافقة على إرسال هارفي إليوت إلى أستون فيلا على سبيل الإعارة، لكن سرعان ما أدرك الجميع، أنه كان قرارا شبه اضطراري سواء بالنسبة للإدارة أو اللاعب، في ظل التخمة العددية المرعبة في مركزه وفي كل متر في هجوم الريدز. وقبل يوم «الديد لاين»، تعاقد ميلان مع مهاجم تشلسي كريستوفر نكونكو مقابل 42 مليون يورو، كجزء من مشروع الماكس أليغري، بقيادة الأسطورة الكرواتية لوكا مودريتش، والمتمرد الفرنسي العائد للدوري الإيطالي أدريان رابيو وباقي المجموعة التي يعول عليها جمهور الروزونيري، ليعود الفريق إلى دائرة المنافسة على الألقاب المحلية، فيما نجح توتنهام في خطف جوهرة لايبزيغ تشافي سيمونز، ردا على فقدان فرصة ضم إيبيريتشي إيزي، الذي فَضل العودة إلى ناديه السابق آرسنال على حساب ارتداء قميص أبطال اليوروبا ليغ، وتمت الصفقة مقابل رسوم تحويل تخطت حاجز الـ55 مليون يورو، لتعويض الضربة الموجعة التي تلقاها الفريق، بخروج جيمس ماديسون من حسابات المدرب لستة أشهر على أقل تقدير، بعد خضوعه لعملية جراحية في الرباط الصليبي قبل بداية الموسم. هذه عزيزي القارئ كانت أبرز وأقوى صفقات اليوم الأخير للميركاتو والساعات الـ24 التي سبقته.