السياسي – متابعات
في واقعة صادمة، تمكنت الشرطة في إسبانيا من إنقاذ ثلاثة أطفال كانوا محتجزين داخل منزل في مدينة شمال البلاد منذ بداية جائحة كوفيد-19، في ظروف وُصفت بأنها غير إنسانية.
وبحسب تقارير إعلامية، الأطفال – توأمان يبلغان من العمر 8 أعوام وشقيقهما البالغ 10 سنوات – عُثر عليهم حفاة، يرتدون حفاضات و3 كمامات لكل منهم، وينامون في أسرّة مغلقة تشبه الأقفاص، كما أنه لم يسبق لهم الذهاب إلى المدرسة أو الخروج من المنزل، حتى حديقة البيت كانت محظورة.
الجيران يفضحون القصة
وبدأت خيوط القضية تتكشف حين أبلغت سيدة من الجيران الشرطة بسماعها أصوات أطفال داخل المنزل، رغم عدم رؤيتها أي طفل يدخل أو يخرج منذ سنوات.
وبعد أيام من المراقبة، لاحظت الشرطة تحركات مريبة من خلال فتحات النوافذ الضيقة، إلى جانب عدد كبير من الطرود الغذائية التي كان الرجل يدخلها بانتظام.
وعند اقتحام المنزل، طلب الأب من الضباط الانتظار حتى يتمكن الأطفال من ارتداء الكمامات. لاحقاً، ذكرت الشرطة أن الأطفال بدوا في حالة ذهول تامة يلتفون حول الأم التي ادعت أن أبناءها يعانون من “مشكلات صحية خطيرة” ولا يجب الاقتراب منهم.
لحظات مؤثرة عند الإنقاذ
كانت اللحظة الأكثر تأثيراً، كما وصفها مفوض الشرطة في مؤتمر صحفي أُعلنت فيه التفاصيل، حين خرج الأطفال لأول مرة، فركع أحدهم على الأرض ولمس العشب وكأنه يراه لأول مرة.
المنزل كان في حالة مزرية: أكوام من القمامة، أدوية منتهية، وروث حيوانات على الأرض. حتى قطة العائلة كانت تعاني من ورم ضخم دون أي رعاية.
دوافع خفية وراء الاحتجاز
لا تزال الدوافع الحقيقية وراء هذا الاحتجاز القسري غير واضحة. الأم ذكرت للشرطة أن العزل التام كان بهدف “حمايتهم” من الأمراض، في إشارة إلى جائحة كوفيد-19، لكن هذه الرواية لم تقنع السلطات، خاصة مع حجم الإهمال المروع الذي تعرض له الأطفال.
وتم نقل الأطفال فوراً إلى مستشفى جامعة أستورياس المركزية، حيث خضعوا لفحوصات طبية ونفسية شاملة.
وتم تسليمهم إلى رعاية الحكومة، فيما تتابع النيابة العامة التحقيقات التي قد تشمل اتهامات بسوء المعاملة المستمر، الإهمال الجسيم، وانتهاك الحقوق الأساسية للأطفال.
وفي جملة لافتة، اختتم مفوض الشرطة مؤتمره الصحفي بعبارة لخصت الصدمة التي عاشها الجميع، وقال: “لقد فككنا منزل الرعب”، مشدداً على أن التحقيقات لا تزال جارية، وأن الدولة لن تتهاون في محاسبة كل من ساهم في هذه الجريمة بحق الطفولة.