السياسي –
لم يتخيّل أهالي بلدة صغيرة قرب مدينة تيانشوي في مقاطعة قانسو شمال الصين أنّ صغارهم الذين يذهبون كل صباح إلى روضة “هشي بيكسين” سيعودون يوماً محمّلين بالرصاص داخل دمائهم.
وفي التفاصيل التي كشفها مقطع مراقبة مسرّب، ظهر طباخ الروضة وهو ينثر مادة ملوّنة فوق كعك التمر ولفائف الذرة، ظناً منه أنّ الألوان قد تجذب الصغار أكثر للطعام، لكنّ ما نثره كان مزيجاً قاتلاً من الطلاء المحمّل بمعدن الرصاص الثقيل.
وبعد أيّام قليلة، بدأ بعض الأطفال يشكون من أعراض غامضة، فسارع الأهل إلى المستشفى المحلي ليكتشفوا أنّ أرقام تحاليل الدم صادمة: أكثر من 200 طفل من أصل 251 مسجّلاً بالروضة، جميعهم ظهرت لديهم نسب رصاص تتجاوز الحدود المسموح بها.
واجتاحت حالة من الذعر البيوت، ودفع الخوف بعض الأسر للسفر إلى مدن أكبر لإعادة التحاليل بعيداً عن المستشفى المحلي الذي شككوا في دقة نتائجه، بحسب ما نقلت صحيفة “مترو”.
وبمجرد انتشار القصة أُغلقت الروضة بالكامل، وصادرت الشرطة ما تبقى من الأصباغ التي اشتراها الطباخ عبر الإنترنت وأخفاها في المطبخ.
وكشفت التحقيقات أن الطعام كان يحتوي على أكثر من 1000 ملغ من الرصاص لكل كيلوغرام، ليس هذا فحسب، بل امتدت التحقيقات لتشمل سبعة آخرين، تم توقيفهم بتهمة تحضير طعام سام، فيما أُطلق سراح اثنين بكفالة انتظاراً للفصل في القضية.
الجدير ذكره أن الصينيون لم ينسوا بعد صدمة فضيحة حليب الأطفال عام 2008، حين أضيفت مادة الميلامين السامّة لحليب الرضّع، ما أسفر عن وفاة ستة رُضّع وتضرّر مئات الآلاف.
واليوم، يشعر السكان أنّ يد الإهمال أو ربما التستر الرسمي قد تكون حاضرة من جديد، إذ تحدّث بعض الأهالي عن احتمال وجود محاولات لكتم بعض الحقائق حمايةً لسمعة بعض المسؤولين.