بماذا استطيع ان اصف المشهد
غياب كلي يلازم كينونتنا الحزينة
اشرعتنا مزقت اعمدة اتكاؤها الاولى
لم تعد حاملة لجسدنا المفرغ من معناه ومن دوره وحتى وظيفته الريح لم تعد تهب ع مضاربنا النار اطفأت بافواهنا
والقدر فارغ من طعامنا
والسؤال هارب من سؤالنا
لم يعد يجيب ع اسئلة البقاء لنحارب فيه تجذر عدميتنا
هذه التي تتقدم في كهولتنا
لتشبب يأسها
فنحن يا سيدي لم نعد نحن.
تعددنا
العهد لم يعد العهد
وكذلك الوعد والقسم انقسم ع نفسه وابتسم.
غادرنا فقد جعلنا منه مهزلة.
جعلنا منه اله تمر وكسرة خبر نأكلهما متى جعنا…نشم رائحة زيت معاصرنا
الذي اولدته صخور مهارسنا
التي تعودت الكسل
لان الدوران يتعبها وتخاف ع حبة الزيتون ان تتخلص من زيتها المهروس..زيتها الذي لا يسيل لعابه الا فوق اغاني البد..بحجره الذي اضاء زيت معصرته السراج
نعم سيدي تركنا من بعدك السراج
تركنا سرجه
وحولناه الى كم مهمل لا يضئ
حولناه الى مخبئ لفئران جيراننا لحين عودة البحر من سفره
عودة البحر من اتساعات ضيقه المتعرج
فنحن لم نتعلم منك اسرار البحر
لم تعلمنا كيف يسير بموجاته موجة تلو الاخرى ليصل شطآنه التي لم يصلها الماء بعد ..لم يبتل جسدها من تطاير رذاذ حبات ماؤك المسكوب ع ابواب البحر حزنا وغضبا يزمجر بصوته الهادر ليذكرنا بك وبغضبك
يذكرنا ان غضبك عندما كان يحن موعده
كنا نتدثر كي لا نصاب بحمة الخوف من التدثير والتثوير والتنوير
ويرفض التوحد
مع رماله كي يبقى هرا سمينا
لا يشارك النوارس رحتها في الشتاء وعودتها في الصيف الى التجدد
نحن يا سيدي
اخترنا التأمل ع العمل
ولم نعد نؤمن بوطن اضعناه كما تضيع النساء كحل عينها اسودادا.
فنم قرير الذاكرة ولا تتذكرنا
وذلك لك الاجمل.
محبك
ابنك الدكتور
صالح الشقباوي