في ذكرى رحيله – هكذا تنبأ محمود درويش بموعد وفاته

السياسي – من المفارقات المدهشة في حياة الشاعر الكبير محمود درويش أنه تنبأ بدقة مذهلة بموعد وفاته، حتى أنه ذكر أنه سوف يكون يوم السبت، كما سيقع قريبا للغاية، وهو ما حدث بالفعل في مثل هذا اليوم 9 أغسطس من العام 2008.

يقول درويش في مقطع شعري ورد بديوان “أثر الفراشة” الصادر في العام نفسه:

صدَّقتُ أنِّي مِتُّ يوم السَّبتِ،
قَلْتُ: عليَّ أن أُوصِي بشيءٍ ما
فلم أَعْثُرْ على شيء
وقلتُ: عليَّ أن أدعو صديقًا ما
لأخبَرهُ بأنِّي مِتُّ
لكنْ لم أجدْ أحدًا.
وقلتُ: عليَّ أَنْ أمضي إلى قبري
لأملأَهُ، فلم أجد الطَّريقَ
وظلَّ قبري خاليًا منِّي

وأجرى درويش عملية قلب مفتوح في مركز “تكساس الطبي” بالولايات المتحدة إلا أنه، بحسب شهادة مقربين، كان أوصى الأطباء قبلها بعدم وضعه على أجهزة الإنعاش أو التنفس الاصطناعي إذا لم يستعد وعيه، وهو ما تحقق بالفعل بعد تشاور الأطباء مع أسرته.

ولد محمود درويش بقرية “البروة” الفلسطينية بـ”الجليل” في 13 مارس 1949، فقد استطاع عبر مئات القصائد أن يعبّر عن قضية بلاده بشكل إنساني شديد العذوبة، رغم ما به من ألم ومرارة، حتى صارت قصائده بمرتبة أناشيد حماسية.

وضعه إرثه الشعري في مصاف أبرز الشعراء العرب بالقرن العشرين عبر أكثر من 30 ديوانا من الشعر والنثر منها: “عاشق من فلسطين”، “حالة حصار”، “العصافير تموت في الجليل”، “أقول لكم”، “مديح الظل العالي”، “أثر الفراشة”، “أنا الموقع أدناه”، “لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي”.

تميز شعر درويش، فضلا عن مضمونه العميق وحسه الإنساني وجرسه الموسيقي المحرك للمشاعر، بعناوين لافتة للغاية كما في: “آن لي أن أعود”، “يوميات الحزن العادي”، “في حضرة الغياب”، “كزهر اللوز أو أبعد”، “لا تعتذر عما فعلت”، “سرير الغريبة”، “لماذا تركت الحصان وحيدا”، “ذاكرة النسيان”، عابرون فى كلام عابر”، حصار لمدائح البحر”، “حبيبتي تنهض من نومها”.

من أشهر قصائده التي غناها كثيرون أبرزهم المطرب اللبناني مارسيل خليفة قصيدة بعنوان “أحنّ إلى خبز أمي” التي يقول فيها:

أحن إلى خبز أمي

وقهوة أمي

ولمسة أمي

وتكبر فيّ الطفولة يوما على صدر يومِ

وأعشق عمري

لأني إذا متُّ أخجل من دمع أمي.