قادة أوروبا كومبارس في دراما جيوسياسية تديرها واشنطن

السياسي – يحذّر تقرير لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية من أن التحدي الذي تواجهه أوروبا أمام إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد بلغ مستوى خطيراً، مع ظهور القارة كـ “كومبارس في دراما جيوسياسية تسيطر عليها واشنطن”.

وشبّهت الصحيفة اللحظة التي تعيشها أوروبا بالفيلم الشهير “عرض ترومان” 1998، في الفيلم، حيث يعيش جيم كاري حياة يومية مزيّفة كبطل لبرنامج تلفزيوني واقعي دون علمه، ويواجه خياراً بين الراحة والحرية، معتبرة أن القارة أمام خيارين، إما التبعية أو السيطرة على مصيرها.

وترى الصحيفة الفرنسية أن الرسوم الجمركية الأحادية الجانب بنسبة 15%، والضغوط لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي في قمة الناتو بلاهاي، والإذلال الذي تعرضت له رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في ملعب غولف ترامب في تيرنبيري باسكتلندا، ليست سوى “انحرافات عن استراتيجية أعمق”.

وذهبت إلى أن خطراً كبيراً يتهدد القارة بإضعاف هويتها السياسية، من خلال تعزيز حركة “ماغا” الأمريكية التي “تهاجم القيم الأوروبية مثل حرية التعبير والديمقراطية الليبرالية”، وفق “لوفيغارو” التي قالت إن “المكتب البيضاوي” كان شاهداً على حضور القادة الأوروبيين كـ “أدوار داعمة” لترامب.

وتلفت إلى أن من يدعم الإدارة الأمريكية هم مؤيدون أوروبيون مثل فيكتور أوربان في المجر وجورجيا ميلوني في إيطاليا، بالإضافة إلى محاولات تدخل في الانتخابات الرومانية والبولندية، في حين يؤكد صعود الأحزاب القومية المناهضة لأوروبا في ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، التي تتصدر استطلاعات الرأي، نجاح هذه الخطة.

وتحذّر الصحيفة من أن استراتيجيات الاسترضاء أو الإطراء لترامب تخدم أجندته فقط، مشبهة الوضع بـ”المعاهدات غير المتكافئة” التي فرضت على الصين في القرن التاسع عشر، كما حذّرت من استمرار “صيف الإذلال” لقرن كامل.

ويدعو التقرير “القادة إلى الاستيقاظ وتبني خطاب السيادة والقومية الأوروبية لضمان الازدهار”، مشيرة إلى أن من بين المشاريع المقترحة، تطبيق توصيات تقرير دراغي حول التنافسية في مجالات رأس المال والطاقة والاتصالات، وتعزيز التجارة الحرة عبر تنويع الشراكات مع السوق المشتركة الجنوبية وإندونيسيا والهند وفيتنام.

كما يجب الحزم في تطبيق اللوائح الرقمية والدفاع عن النموذج الديمقراطي، إذ ستكون ميزانية الاتحاد الأوروبي للفترة 2028-2034 اختباراً حاسماً للوحدة بين الدول الـ27، وسط توترات بين الأعضاء والمؤسسات، كما قد تنشأ “تحالفات الراغبين” الأكثر مرونة للتقدم بناءً على المصالح المشتركة.

ومع ذلك، تكشف الصحيفة عن مفارقة إيجابية، إذ إن الثقة في الاتحاد الأوروبي لا تزال قوية، فوفقاً لمؤشر يوروباروميتر لربيع 2025، يثق 52% من الأوروبيين بالاتحاد والمفوضية، وهو أعلى مستوى منذ 18 عاماً. ارتفعت هذه النسبة في 12 دولة، بما في ذلك فرنسا والدنمارك والسويد والبرتغال.