السياسي – عندما كان عمرها خمسة عشر عاماً فقط، عام 2018 تخلّفت الشابة السويدية، غريتا ثونبرغ، عن الذهاب إلى المدرسة، متوجّهة خارج مبنى البرلمان، وهي تدعو إلى إضراب من أجل المناخ.
كانت تلك خطواتها الأولى لتُعرف بعد عام واحد فقط وقبل أن تتم الثامنة عشرة من عمرها بأنها “الناشطة البيئية العالمية”، وذلك بعد إلقائها خطابين متتالين بشأن المناخ، كان الثاني سبباً لخروج 4 ملايين شخص حول العالم للتظاهر من أجل حماية المناخ.
تختارها مجلة “تايم” لتكون شخصية عام 2019، معتبرة أنها أصبحت مصدر إلهام لملايين الأطفال والشباب حول العالم للانخراط في الدفاع عن كوكب الأرض، لتصبح أصغر شخصية تختارها المجلة الأمريكية المرموقة كشخصية للعام منذ أن بدأت هذه الفكرة في 1927.
في عامين فقط، حققت الشابة تأثيرا؛ ما جعل اسمها مطروحاً بقوة لجائزة نوبل للسلام لثلاث دورات، ليتم اختيارها فيما بعد واحدة من 4 فائزين بجائزة يطلق عليها عادة “جائزة نوبل البديلة”، وذلك قبل أعوام من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي كانت جبهة جديدة خاضتها غريتا ثونبرغ بحماسة جعلتها هدفاً لتصريحات المسؤولين الإسرائيليين.
بعد 13 يوماً فقط من حرب السابع من أكتوبر، ظهرت غريتا في صورة وهي تحمل لافتة كتب عليها “تضامن مع غزة”، في حين حملت صديقاتها الثلاث لافتات تقول “فلسطين حرة”، و”هذه اليهودية تقف إلى جانب فلسطين”، و”العدالة المناخية الآن”.
كانت تلك الصورة بداية هجمة إسرائيلية شرسة على غريتا التي واصلت الظهور في كل الفعاليات التي شهدتها ستوكهولم لوقف الحرب على غزة، فوصفتها وسائل الإعلام العبرية بـ “المعادية للسامية”، وتحظر وزارة التعليم في إسرائيل أي ذكر للناشطة السويدية التي ربطت قضية المناخ بالحرب على غزة.
مطلع يونيو/ حزيران الجاري، كانت غريتا ثونبرغ تتصدّر سفينة تحمل “مادلين” التي أبحرت من ميناء كاتانيا الإيطالي باتجاه غزة في رحلة كسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل عليها، لتخرج الناشطة السويدية في تصريحات إعلامية تؤكد فيها “نحن ملزمون بالوفاء بوعدنا للفلسطينيين.. وقف الإبادة وفتح ممر إنساني”.
ويخصّها وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتصريح متوعّد جاء فيه “إلى غريتا المعادية للسامية وأصدقائها، أقول بوضوح: من الأفضل لكم أن تعودوا أدراجكم، لأنكم لن تصلوا إلى غزة”.
-ابنة ممثل ومغنية
لأب ممثل وأم مغنية أوبرا، ولدت غريتا في الثالث من يناير/كانون الثاني 2003 في ستوكهولم، لكنها ستختار طريقاً بعيداً عن الفن بعد أن تبلغ الخامسة عشرة بقليل، عندما تنظم أول إضراب مدرسي من أجل المناخ خارج البرلمان السويدي في العام 2018.
ويستجيب 1.4 مليون طالب من 112 دولة حول العالم لدعوة الإضراب والاحتجاج التي أطلقتها تونبرغ التي ستتوقف عن الدراسة للتركيز على نشاطها المناخي، والتفرغ لخطاباتها الحماسية أمام قادة العالم.
أعلنت غريتا في ديسمبر 2018، بأنه قد تم تشخيصها بمتلازمة أسبرجر، والوسواس القهري (OCD)، والطفرات الانتقائي. ولخفض انبعاثات الكربون لعائلتها، أصرّت على أن تصبح نباتية وتخلت عن الطيران.
2019 كان عاماً لافتاً لابنة الـ 16 عاماً حينها، إذ أبحرت على متن يخت عبر المحيط الأطلسي لإلقاء كلمة أمام قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي في نيويورك، ثم فازت بجائزة رايت لايفليهود المعروفة باسم “جائزة نوبل البديلة”، وجائزة سفير الضمير لمنظمة العفو الدولية، وأدرجتها مجلة فوربس ضمن أقوى 100 امرأة في العالم.
أصدرت غريتا تونبرغ كتاب “المناخ”، في عام 2022 والذي يضم مقالات من 100 عالم وكاتب وناشط حول كيفية مكافحة أزمة المناخ.