قبضة نتنياهو على السلطة تتهاوى ومصيره بيد ترامب

السياسي – تُحدد الأشهر القليلة القادمة مستقبل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع مؤشرات على قرب سقوط ائتلافه الحكومي، واحتمالية الذهاب إلى انتخابات مبكرة، في وقت “تتهاوى” فيه قبضته على السلطة، وفق تعبير مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية.

وتقول المجلة إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سيلعب دورًا مؤثرًا في الظروف التي تحيط بنتنياهو، معتبرة في المقابل أن النتائج “غير مضمونة، فإمّا أن يُساعده وإمّا يضرّ بمساعي رئيس الوزراء الإسرائيلي لتوسيع هيمنته على المشهد السياسي.

ويخطط نتنياهو “الذي ترتبط كل خطوة منه بتصميمه على البقاء في السلطة”، لبدء حملة إعادة انتخابه، والتي على الأرجح ستكون في أوائل 2026، معوّلًا على دعم مهم من الرئيس الأمريكي، رغم ما اتسمت علاقتهما به من توتر منذ 6 أشهر.

ويُعرف النظام البرلماني في إسرائيل باضطرابات حكومته، إذ يبلغ متوسط مدة حكم الإسرائيلي منذ الاستقلال حوالي 1.9 سنة، ويذهب الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع أكثر من أي دولة أخرى تقريبًا في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وتقترب الحكومة الحالية من عامها الثالث، وهو إنجاز مثير للإعجاب بالنظر إلى صدمات العام ونصف العام الماضيين. وتُعدّ هذه الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ البلاد، وهي مزيجٌ بين حزب الليكود بزعامة نتنياهو، والأحزاب الحريدية والقوميين المتطرفين، بقيادة إيتامار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش.

وإذا وصلت الحكومة إلى السلطة، فيجب إجراء انتخابات بحلول أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2026، لكن هناك بالتأكيد دلائل على أن الائتلاف قد لا يصمد حتى ذلك الحين، فقد غرقت حكومة نتنياهو في أزمة التجنيد العسكري لليهود المتشددين، الذين يعترضون على الخدمة العسكرية الإلزامية في إسرائيل ويطالبون بمشروع قانون يعفيهم رسميًّا.

في الأسبوع الماضي، قدم وزراء من حزبين حكوميين متشددين استقالاتهم من الحكومة بسبب الجمود بشأن مشروع قانون التجنيد؛ ما ترك نتنياهو فعليًّا مع حكومة أقلية من 50 مقعدًا، من أصل 120.

ونظرًا لأن الكنيست يبدأ عطلة صيفية لمدة ثلاثة أشهر في الـ27 من يوليو/تموز، فإن نتنياهو آمن نسبيًّا في السلطة في الوقت الحالي، لكن الوقت يمر.

-ترامب.. المنقذ أم المُؤزّم؟
بينما يستعد نتنياهو لخطوته التالية، يظهر ترامب مجددًا، والذي يتمتع بشعبية هائلة في إسرائيل، على عكس الدول الأخرى، حيث أفاد 69% ممن شملهم استطلاع مركز بيو للأبحاث برأي إيجابي عن الرئيس الأمريكي؛ ما يمنحه سلطة على مصير السياسة الإسرائيلية ومصير رئيس الوزراء نفسه.

ورغم كل الدعم الذي قدمه ترامب لنتنياهو من غزة إلى إيران حتى اليمن، ترى “فورين بوليسي” أن نظرة الرئيس الأمريكي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، تبقى “معقدة”، فهي “تعاملية للغاية، وظرفية، وتسترشد بما يمكن أن يحققه”.

لكنها تؤكد في المقابل، أن نتنياهو “شيء ثابت” بالنسبة لترامب الذي يرى أنه “يمكن أن يكون مفيدًا”، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي ينتظر من رئيس الوزراء الإسرائيلي “ردّ الهدية”، بعدما انضم إليه في حرب الـ 12 يومًا ضد إيران، بأن يكون عاملًا “إيجابيًّا ومساعدًا” في توسيع التطبيع مع دول المنطقة.

وبينما يُبدي ترامب تعاطفًا كبيرًا مع نتنياهو “المحاصر قانونيًّا”، إلا أن “فورين بوليسي” تعتقد أن الرئيس الأمريكي سيتخلى عن رئيس الوزراء الإسرائيلي ” إذا رأى مكسبًا أكبر أو أفضل منه”. وتستدرك “لكن إذا جرت الانتخابات، فمن المرجح أن يُفضل ترامب الشيطان المُستسلم الذي يعرفه على الشيطان الذي لا يعرفه”.