وسط مخاوف من فرض قيود صارمة على الهجرة بعد فوز الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة، كشف مسؤولان أميركيان أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن تضع خطط طوارئ لزيادة محتملة في عمليات عبور الحدود قبل أن يبدأ ترامب فترته الرئاسية.
فقد كشف المسؤولان أن وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس عقد اجتماعا افتراضيا ظهر الاثنين، مع كبار مستشاريه ورؤساء الجمارك وحماية الحدود وإنفاذ الهجرة والجمارك، حيث أثار المشاركون مخاوف بشأن ما قد يفعله فوز ترامب المحتمل بأمن الحدود.
أتى ذلك بعدما كشفت رسائل تبادلها مهاجرون عبر مجموعات على تطبيق “واتساب”، احتمال دخول كبير للمهاجرين غير الشرعيين قبل تولي ترامب سلطاته، وفق موقع “إن بي سي نيوز”.
ولم تكن الأسئلة التي طرحت على مجموعة “واتساب” غير عادية، وفقاً لمسؤولين على دراية مباشرة بالمحادثات، حيث تطرقت إلى مدى استعداد وزارة الأمن الداخلي من الناحية التشغيلية للتعامل مع ارتفاع محتمل في الهجرة.
بالإضافة إلى تساؤلات حول وجود مساحة كافية في مراكز الاحتجاز التابعة لدائرة الهجرة والجمارك لاحتجاز المهاجرين قبل ترحيلهم، أو فيما هل ستتمكن الوكالات من الاستمرار في وضع المهاجرين الذين لا يستوفون شروط اللجوء على مسار سريع نحو الإبعاد.
كذلك عن احتمال أن تطغى الأرقام على النظام وتجبر العملاء على إطلاق سراح المهاجرين في الولايات المتحدة مع تحديد مواعيد المحكمة بعد سنوات في المستقبل.
إلى ذلك أكد المسؤولون أن وزارة الأمن الداخلي لم تشهد بعد زيادة في المهاجرين المتجهين إلى الولايات المتحدة.
لكن القلق أثير بشأن إذا تم انتخاب ترامب، إذ يتوقعون زيادة في المهاجرين الذين يحاولون دخول البلاد في اللحظة الأخيرة، وحول جهوزية هيئة الجمارك وحماية الحدود ودائرة الهجرة والجمارك.
ومع وصول أنباء فوز حاسم لترامب ليلة الثلاثاء، بدأ المهاجرون في التحدث على “واتساب”، وهي قناة مشتركة للمهربين للإعلان عن خدماتهم للأشخاص في أميركا الوسطى والجنوبية الذين يتطلعون إلى القدوم إلى الولايات المتحدة.
فيما ظهر موضوع مشترك بين العديد من المستخدمين حول توقيت القدوم إلى الولايات المتحدة.
وقال أحد الأشخاص على “واتساب” صباح الأربعاء، في إشارة إلى اليوم التالي لتولي ترامب منصبه: “بعد 21 يناير، سيغلق الحدود بإجراءات أمنية مشددة”.
فيما أضاف آخر: “حتى العاشر من يناير، هناك فرصة”، مدعيا خطأً أن العاشر من يناير هو تاريخ تولي ترامب منصبه، بدلاً من 20 يناير.
وقال مستخدم آخر على واتساب: “لا تزال أختي في المكسيك. لم أستطع النوم وأنا أفكر فيها”.
في المقابل أوضح أحد المرسلين قائلا: “لقد تولى السلطة في الحادي والعشرين من يناير. لا يمكنه إصدار أي مرسوم بعد”، ورد آخر: “لم يتبق الكثير من الوقت. لقد وضع المراسيم في ذهنه بالفعل”.
وأعلن أحد الأشخاص: “لديك حتى يناير للدخول”.
وقال مشغل ملجأ في تيخوانا بالمكسيك، حيث ينتظر المهاجرون قبل دخولهم الولايات المتحدة، إنه يتوقع أن يضغط المهربون، المعروفون باسم “الكيوتي”، على المهاجرين لبدء العبور الآن.
في جزء آخر من المكسيك بالقرب من الحدود مع الولايات المتحدة، قال فرانسيسكو لوريرو، وهو مشغل مأوى في نوغاليس، إنه تحدث إلى المهاجرين حول نتيجة الانتخابات ومخاوفهم.
فيما ذكر لوريرو، الذي يدير مأوى سان خوان بوسكو في المدينة، في إشارة إلى التطبيق الذي يمكن للمهاجرين استخدامه للتقدم بطلب اللجوء دون دخول الولايات المتحدة: “لدينا مهاجرون قلقون، ولا يعرفون ماذا سيحدث الآن مع موعدهم”.
وقال مشغل المأوى إنه على علم بقافلة حديثة من المهاجرين الذين غادروا ولاية تشياباس المكسيكية، وهي منطقة تقع على طول حدود غواتيمالا، وشقوا طريقهم إلى الجزء الشمالي من المكسيك.
بينما قال إن قوافل مثل هذه ليست جديدة، فإنه مستعد لمزيد من المهاجرين للتوجه إلى منطقة نوغاليس قبل تولي ترامب منصبه.
يذكر أن ترامب بنى حملته الانتخابية على وعود بإصلاح ما يراه اقتصادا متعثرا، ويخطط لفرض رسوم جمركية أعلى وخفض الضرائب وفرض قيود صارمة على الهجرة.
وألمح مراراً إلى ان اللاجئين هم السبب وراء ارتفاع نسبة الجريمة في ولايات عدة، متعهداً بإغلاق الحدود وإيقاف دخولهم.