قالت مصادر رسمية سورية ان شخص واحد على الاقل قتل واصيب نحو 20 بجروح بينهم حالتين حرجتين في العناية المشددة، وبقية الإصابات متفاوتة بين طلقات نارية في الأطراف وشظايا نتيجة اشتباكات وقصف عشوائي في حي المقوس شرقي مدينة السويداء السورية بعد عمليات خطف محلية متبادلة
وتحدثت صفحات السويداء على وسائل التواصل الاجتماعي عن الاشتباكات العنيفة مع استمرار وصول الإصابات إلى مشافي المدينة، في ظل تصعيد تفاقم على إثر حادثة سلب وقعت على طريق دمشق استهدفت تاجراً من السويداء، وامتدت لعمليات خطف متبادل داخل المحافظة، قبل أن تتطور الأوضاع لاشتباكات مسلحة وقصف متبادل.
أفادت مصادر مطلعة لموقع السويداء 24، أن مجموعات مقربة من سائق السيارة نصبت نقاط تفتيش مؤقتة في محافظة السويداء، واحتجزت ثمانية مواطنين بشكل عشوائي مع سياراتهم، مطالبةً باستعادة السيارة التي سُلبت على طريق دمشق السويداء مقابل إطلاق سراحهم.
المصادر أوضحت أن المختطفين الثمانية ينحدرون من الحسكة ومن السويداء، وهناك مساعٍ حثيثة من المجتمع الأهلي لإطلاق سراحهم، كونه لا صلة لهم بحادثة سلب السيارة بين دمشق والسويداء.
وشهد طريق دمشق السويداء في الليلة الماضية عملية سلب لسيارة محملة بالخضار، حيث احتجز مسلحون السائق فضل الله دوارة لعدة ساعات بين منطقتي خربة الشياب والفيلق الأول بريف دمشق، بعد تجاوزه حاجزاً أمنياً بفترة جيزة، ثم أطلقوا سراحه بعد سلبه كل ما يملك.
يذكر أن تكرر الحوادث من عمليات الخطف والسلب على الطرق الحيوية في جنوب سوريا، تؤدي لتفاقم التوترات الأمنية والاجتماعية، ما يتطلب بالضرورة حماية هذه الطرق، ووضع حد لردود الفعل العشوائية التي تستهدف المدنيين أيضاً
الشيخ حمود الحناوي شيخ عقل المسلمين الموحّدين الدروز قال انه وفي ظلّ الأحداث المؤسفة التي شهدتها محافظتنا الكريمة منذ يوم أمس، من حالات خطف وتوتّرات بين بعض العشائر الكريمة وأبناء طائفتنا الموحّدة، فإنّنا نرفع الصوت من منبر العقل والمحبّة والمسؤوليّة، ونهيب بجميع الأطراف أن يعيدوا النظر فيما يجري، ويُوقفوا فورًا كلّ ما من شأنه أن يزرع الفتنة، ويهدّد السِّلم الأهلي، ويشوّه صورة جبلنا الأشمّ المعروف بتاريخه الناصع في الحكمة والتسامح.
إنّ ما يحدث من تصعيد وردود أفعال مضادّة لا يليق بأهل النخوة، ولا برجال المواقف، ولا يخدم إلّا أعداء وحدتنا وأمننا، ويُضعف مناعتنا المجتمعية في وجه ما يُراد لنا من شرّ وتفكّك.
نُؤكّد على وجوب الاحتكام إلى صوت العقل، وتسليم كلّ مظلومٍ حقَّه بالطرق الشرعيّة، وعدم أخذ الناس بجريرة غيرهم، ونُذكّر بأنّ العدل أساس السلام، وأنّ الدماء المعصومة محرّمة على الجميع.
ونتوجّه بنداء خاص إلى السيّد أحمد الشرع، رئيس الجمهورية، وإلى وجهاء العشائر الكريمة، وإلى كلّ صاحب ضمير حيّ: لتكن لكم اليد البيضاء في وأد الفتنة، وكفّ يد العبث، وحماية الكرامات، وصون حُرُمات الناس وممتلكاتهم.
ليعلَم الجميع أنّ الموحّدين الدروز لا يسعون إلّا إلى الخير، ولا يرضَون الظلم لأنفسهم ولا لغيرهم، وإنّ الكرامة لا تُصان بالسلاح بل بالعقل، ولا تُستردّ بالخطف بل بالحكمة.
ختامًا، نقول:”من عفا وأصلح فأجره على الله”
ودائمًا كانت وصيّتنا: “كن من تكون، فافعل الخير، وادرأ الشرّ، واصنع للصلح بابًا ولو كان ضيّقًا.”