قرار مفاجئ من زيلينسكي يفتح باب التكهنات حول اعترافه بالهزيمة

السياسي – أيَّد  الرئيس فولوديمير  زيلينسكي، للمرة الأولى منذ بدء الحرب في أوكرانيا، مشاركة  روسيا في قمة مقبلة حول السلام، في قرار أرجعه محللون إلى عدة أسباب من بينها الهزائم التي تواجهها كييف على الأرض، واحتمالية فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانتخابات.

وقال الخبير في الشؤون السياسية فلاديمر تشوروشكين،إن “الدعوة تأتي من عدة منطلقات أهمها الهزائم العسكرية على الجبهة والتخلّي عن بلدات بشكل يومي لصالح الجيش الروسي مع انعدام إمكانية تغيير الوقائع على الأرض لنقص الجنود المستعدين للمشاركة بالحرب وانخفاض المعنويات العامة، بالإضافة إلى تململ غربي من عدم نجاح الجيش الأوكراني، رغم الدعم السخي الذي يتلقاه”.

أما المنطلق الثاني بحسب تشوروشكين، فيعود إلى “السياسة الدولية وتغيراتها كصعود اليمين ووجود تيار معارض لدعم أوكرانيا وتمديد أجل الحرب، إضافة لاحتمالية عودة دونالد ترامب الذي أعلن، في أكثر من مناسبة، عن وجود خطط بجعبته لإنهاء الحرب عن طريق المفاوضات”.

ويرى أن “الدعوة جاءت لروسيا غير واضحة، وهذا ما دفع الكرملين لطرح سؤال حول ما يعنيه زيلينسكي من دعوته”.

وأضاف :”الرد الروسي كان واضحًا إذا كان المؤتمر الثاني للسلام كما الأول لن نحضر، وفي نفس الوقت طلب الكرملين تفسيرات لتوضيح أهداف وشكل هذا المؤتمر”.

وأكد أن  روسيا ستشارك بأي جهد حقيقي لإنهاء الأزمة الأوكرانية بما يتوافق مع الوقائع الجديدة، واحترام حدودها.

“القبول بالهزيمة”
في المقابل، يرى الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية سيرغي سوليانيك، أن كييف وصلت لـ”قناعة مطلقة أنها لن تنجح في هذه الحرب” مشيرًا إلى أن مستشاري الرئيس الأوكراني يقترحون عليه “تقبل هذه الحقيقة بشكل علني وتدريجي لحماية نفسه وإدارته من رد الفعل الشعبي”.

وقال سوليانيك إن الحديث في أوكرانيا زاد بعد أن كان “شبه محظور”، متوقعًا أن يؤثر على أجندة مؤتمر السلام الثاني الذي ستتم دعوة روسيا إليه.
واستدرك: “لكن كيف ستتغير هذه الأجندة، هذا أمر لا أحد يستطيع تقديره لأنه مرتبط بتغيرات سياسية قد يشهدها الغرب، والحسم هناك في واشنطن إذ إن نتائج الانتخابات الأمريكية هي من تحدد نوعية هذه الأجندة”.

وأشار إلى أن زيلنسكي أراد قطع الطريق على تيار جديد ظهر في أوكرانيا يدعو إلى الحل السياسي.

وأكد سوليانيك أن “الهزائم في الجبهة، وظهور تيارات يمينية متماسكة في أوروبا، واقتراب ترامب من تحقيق فوز ساحق على بايدن، ستعزز وجود هذا التيار”.

وختم حديثه: “إذا اقتنعت كييف في مطالب موسكو وغيرت من أجندة المؤتمر الثاني للسلام لكي تقبلها روسيا وتأتي، فهذا إنجاز يحسب لزيلينسكي بأنه تحرك في الدقيقة التسعين، وإلا وفي ظل هذه الأوضاع لن يكون هناك مكان لهذا الرجل في مستقبل أوكرانيا”.

شاهد أيضاً