تلتئم قمة بغداد في ظل ظرف متوتر محيط بالمنطقة العربية عامة مما يضع القمة العربية ومخرجاتها أمام تحديات تتطلب إرادة سياسية جادة للتعامل معها حفاظا على الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل الذي يتعرض إلى إستهداف عدواني تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ووكيلها الكيان الإستعماري الإسرائيلي بهدف إخضاعة والسيطرة على موارده وثرواته وسيادته .
القمة العربية فقدت الثقة الشعبية باهميتها فلم تعد تبالي متى واين تنعقد لقناعتها ان ما يصدر من قرارات في البيان الختامي لا تجد طريقها للتنفيذ وما هي إلا روتين للحفاظ شكلا على عقد القمم العربية بشكل دوري .
قمة بغداد لها أهمية إذا ما إرتقت قراراتها إلى مستوى التحديات ومن اهمها :
أولا : الإتفاق على إستراتيجية توافقية على الاصعدة السياسية والإقتصادية والعسكرية والصناعية والعلمية والثقافية والإعلامية لمواجهة المخطط الإسروامريكي التوسعي الذي بدأت ملامحه ليس في فلسطين وحسب بل في سوريا ولبنان والقادم اخطر .
ثانيا : إتخاذ موقف سياسي موحد في التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية واي دولة أخرى بلغة المصالح المتبادلة .
ثالثا : تجسيد القرار العربي المستقل ورفض اي محاولة مهما بلغ حجم وشكل الضغوط لمصادرة او إضعاف السياسة المستقلة او الإستفراد بكل دولة على حدة .
رابعا : الإقرار بان إسرائيل تمثل العدو الحقيقي لإستمرار إحتلالها للاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة والمستمرة في حروبها العدوانية التوسعية التي تصنف جرائم إبادة وتطهير عرقي وما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية وإحتلال جديد لمساحات شاسعة في سوريا ولبنان التي تعززها تصريحات مجرمي الحرب بقيادة نتنياهو بانه يعمل على تغيير الشرق الاوسط من موقع القوة إلا تاكيد لتلك الاهداف .
خامسا : بناء صناعة عسكرية متطورة بقدرات ذاتية مع إستقطاب خبراء وعلماء من دول العالم تساعد في بناء هذه القوة فإستمرار الإعتماد على أسلحة أمريكية او غيرها لا تحقق القدرات الدفاعية والامنية لان مفتاح وكلمة السر لدى صانعي السلاح بما يملكون القدرة على تعطيلها ولتزويد العدو الإسرائيلي بالسلاح الأحدث تطورات والأكبر فتكا .
سادسا : تحديد الإجراءات العملية اللازمة والضاغطة على كل من امريكا وإسرائيل لإلزامهم بتنفيذ قرارات مجلس الامن والجمعية العامة وعلى راسها قراري مجلس الامن ٢٤٢و ٢٣٣٤ و٢٧٣٥ وقرار الجمعية العامة رقم ١٠/٢٤ وذلك تنفيذا لقرارات القمم السابقة في الرياض والقاهرة وللمبادرة العربية .
سابعا : قطع العلاقات مع الدول التي تعترف بالقدس عاصمة للكيان الإستعماري الإسرائيلي او تنقل سفارتها للقدس لما تمثله من إنتهاك صارخ لإتفاقيات جنيف ولميثاق الأمم المتحدة وقراراتها .
ثامنا : وقف وتعليق كافة اشكال المعاملات التجارية والإقتصادية والعقود العسكرية مع المحور الأمريكي في رسالة غضب على مواقفهم المنحازة للعدوان الإسرائيلي وجرائمه وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
تاسعا : بناء علاقات متوازنه مع العالم وفقا للمصالح العربية القطرية والقومية .
عاشرا : رفض المشروع الإسروامريكي بتعيين مسؤول أمريكا يتولى إدارة قطاع غزة بهدف تقويض حق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس والمعترف بها دوليا بإقصاء وتغييب لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتي ابرمت إتفاق اوسلو برعاية أمريكية عام ١٩٩٣ .
حادي عشر : تفعيل وتطوير إتفاقية الدفاع العربي المشترك فاخطر يستهدف اي دولة عربية يشكل إستهداف للكل وهذا ليس مجازا وإنما واقعا .
قمة بغداد أمام محطة فاصلة فإما للنهضة والقوة وإما إستمرار للضعف والتراجع….. قوتنا في وحدتنا وسيادتنا … فلسطين البوصلة والتحدي …. فهل ستكون القمة على مستوى التحديات ….. ؟ !
