قيس سعيد يبدأ ولاية جديدة

السياسي – لجأت الأحزاب السياسية في تونس، خاصة المعارضة منها إلى “الصمت”، بعد أسبوعين من الانتخابات الرئاسية، التي أُعيد فيها انتخاب الرئيس “قيس سعيّد”، لولاية ثانية مدتها 5 سنوات، ما أثار تساؤلات حول خفايا “الصمت المريب”، وفق محللين سياسيين.

ومن غير الواضح ما إذا كانت أحزاب المعارضة في تونس تقوم بمراجعات، أم أنها تستعد للبروز في مظهر جديد في الولاية الثانية للرئيس قيس سعيد، الذي من المحتمل أن يؤدي اليمين الدستورية أمام غرفتي البرلمان غدًا الاثنين، بحسب كثير من المصادر.

وقبل الانتخابات سجلت العاصمة تونس، آخر نشاط للمعارضة، وهو احتجاج نظمته شبكة الحقوق والحريات التي شُكِّلت مؤخرًا.

-دليل انتهاء

وتعرضت المعارضة في تونس إلى هزيمة قاسية عندما فشلت في إيصال المرشح المسجون عياشي الزمال إلى دور ثانٍ أو الفوز برئاسة البلاد، عندما واجه قيس سعيد والأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي في السادس من أكتوبر الجاري.

وفاز سعيد بنحو 90% من الأصوات، بحسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، ما يضعه أمام ولاية ثانية حبلى بالتحديات في تونس، تشمل ملفات اقتصادية واجتماعية ساخنة، فيما يرفع هو شعار “البناء والتشييد”.

وتعقيبًا على ذلك، علّق المحلل السياسي نزار الجليدي بالقول إن “الأحزاب السياسية لم تكن لها برامج أو مشاريع لإنجازها وتنفيذها، حتى تقوم بمراجعات في المرحلة الراهنة”.

وتابع الجليدي قائلًا إن هذه الأحزاب “حاولت فقط أن تكون حاضرة في فلك الانتخابات الرئاسية، من أجل أمل صغير في تغيير المعادلة، ولكنها فشلت في ذلك كما كان متوقعًا” وفق تعبيره.

-ترقب ورهان

وتنقسم أحزاب المعارضة على نفسها بين أحزاب تدين بالولاء لحركة النهضة الإسلامية، وأخرى دستورية، ويسارية اجتماعية، ودخلت الاستحقاق الرئاسي دون تقديم مرشح مشترك.

وقال المحلل السياسي محمد صالح العبيدي إن “الأحزاب السياسية ربما تترقب توجهات الرئيس قيس سعيد، التي قد يعلن عنها خلال خطابه على هامش أداء اليمين الدستورية لولاية جديدة”.

وأضاف: “أعتقد أن الأحزاب تضع رهانًا واضحًا، وهو إمكانية التهدئة خلال الفترة المقبلة، من أجل ترتيب صفوفها وبيوتها الداخلية”.

وأوضح العبيدي في تصريح أن “هذه الأحزاب فشلت في القيام بمراجعات خلال السنوات الماضية، ما جعل عزلتها في الشارع تتفاقم”.

وأشار إلى أن”الإيقافات في صفوف قياداتها زادت الطين بلّة، ولا يمكن الجزم بقيامها بمراجعات في المرحلة القادمة؛ لأن لا أحد يرغب في تحمل المسؤولية في تونس والإقرار بأخطائه، سواء أفي الحكم أم المعارضة”، على حد تعبير العبيدي.

شاهد أيضاً