كائن بلسعة قاتلة.. تحذير عاجل بعد ظهور رجل الحرب البرتغالي

السياسي -متابعات

أطلقت السلطات البريطانية تحذيراً عاجلاً بعد أن جرفت الأمواج إلى شاطئ شهير مجموعة من قناديل البحر المعروفة باسم “رجل الحرب البرتغالي” (Portuguese Man O’ War)، التي تُعد من أخطر الكائنات البحرية في العالم، بسبب لسعتها القاتلة، التي قد تُحدث مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان.

وأعلنت هيئة خفر السواحل في مدينة بورت تالبوت عن حالة تأهب بعد رصد عدة كائنات من هذا النوع على طول شاطئ أبرافون، مشيرة إلى أن هذه الكائنات تُعرف أيضاً باسم “الرعب العائم”، نظراً لمظهرها اللافت ولسعتها المؤلمة.

وأوضح الخبراء أن “رجل الحرب البرتغالي” يُشبه قنديل البحر في شكله الشفاف المنتفخ وأذرعه الطويلة التي تجر خلفه، لكنه في الواقع ليس قنديل بحر حقيقي، بل كائن يُصنف كـ”سيفونوفور”، أي مستعمرة من كائنات متخصصة تعمل معاً كجسم واحد.

وتكمن خطورته في أذرعه السامة التي يمكن أن تُسبب لسعات قوية تؤدي إلى ألم حاد، واحمرار وفقاعات جلدية، وقد تتطور في بعض الحالات إلى الحمى أو الصدمة أو مضاعفات في القلب والرئتين.

وحذّرت صحيفة “ذا صن” من أن ردود الفعل التحسسية أو مشكلات القلب الناتجة عن السم قد تكون مميتة في بعض الأحيان، رغم ندرة حالات الوفاة.

وأكد خفر السواحل أن الخطر لا يزول حتى بعد نفوق الكائن، إذ تظل أذرعه قادرة على اللسع حتى وهي على اليابسة، مما يجعلها خطراً على مرتادي الشواطئ حتى بعد أن تجرفها الأمواج إلى الساحل.

وقال متحدث باسم خفر السواحل في بيان رسمي: “نحثّ جميع زوار شاطئ أبرافون على توخي أقصى درجات الحذر، وعدم لمس هذه الكائنات إطلاقاً حتى لو بدت ميتة، لأن أذرعها ما زالت قادرة على إحداث لسعة مؤلمة”.

وأضاف أن من يتعرض للسعة يجب أن يغسل المنطقة المصابة بمياه البحر وليس بالماء العذب، وأن يزيل أي بقايا من الأذرع باستخدام بطاقة بلاستيكية أو جسم مماثل، ثم ينقع المنطقة في ماء ساخن قدر المستطاع لمدة لا تقل عن نصف ساعة لتخفيف السموم، مع طلب المساعدة الطبية فوراً أو التواصل مع خفر السواحل.

وأوضح المسؤولون أن السلطات لن تقوم بإزالة الكائنات من الشاطئ، إذ من المتوقع أن تعيدها الأمواج إلى البحر بشكل طبيعي مع حركة المد والجزر.

ويأتي هذا التحذير بعد سلسلة من البلاغات المتزايدة عن ظهور “رجل الحرب البرتغالي” على سواحل ويلز خلال الأشهر الأخيرة، ففي سبتمبر (أيلول) الماضي، رُصدت هذه الكائنات على شاطئ فريش ووتر ويست في مقاطعة بيمبروكشاير، حيث التقط أحد المصورين صورة لأحدها أثناء زيارته للمكان، وذلك بعد أيام فقط من مشاهدات مماثلة على سواحل غوينيد وأنغلسي.

وتعتزم فرق الإنقاذ البحرية تكثيف المراقبة خلال عطلة نهاية الأسبوع، تحسباً لتحرك الكائنات بفعل التيارات والرياح، فيما طالبت السلطات السكان والزوار بالإبلاغ الفوري عن أي مشاهدات جديدة وتجنب لمس أي مخلوقات بحرية مجهولة.

كما نصح الخبراء مرتادي الشواطئ بارتداء أحذية واقية والحفاظ على مسافة آمنة من أي أجسام غريبة تُشاهد على خط المد، مؤكدين أن خطر الموت ضئيل لكنه وارد، لكن الألم الذي تسببه لسعة هذا الكائن قد يكون مبرحاً ويستدعي عناية طبية فورية.