كاتبة إسرائيلية: نعيش أسوأ الأزمات ونتنياهو يروّج لـ نصر زائف

السياسي – اتهمت كاتبة إسرائيلية رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالترويج لـ”نصر زائف” سعيا لتعزيز مكانته السياسية وضمان استمرار حكومته، متجاهلا الواقع المأساوي الذي تعيشه “إسرائيل”.

وأكدت الكاتبة دافني ليال، في مقال بصحيفة “نيوز 12” العبرية، أن “إسرائيل” تعيش منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 واحدة من أسوأ الأزمات الأمنية والسياسية في تاريخها.

وقالت إن حكومة نتنياهو باتت محاصرة من كل الجهات وعاجزة عن إعادة بناء ثقة شعبها بها، وتحقيق الأهداف العسكرية لحربها على قطاع غزة، واستعادة الاستقرار الداخلي، والتعامل مع المطالب المتزايدة بمحاسبة المسؤولين عن 7 أكتوبر.

ورأت “ليال” أن خطاب نتنياهو الأخير أمام الكنيست “جسّد الفجوة العميقة بين الشعارات السياسية الجذابة والواقع المأساوي الذي تعيشه إسرائيل”.

وأشارت إلى أن رسالة الصمت التي قابلت بها عائلات الأسرى الإسرائيليين خطاب نتنياهو، كانت أبلغ من الكلمات، حين حاول الترويج لما وصفه بـ”النصر الكامل”، زاعما أن “إسرائيل” تعيش “لحظة تاريخية”، رغم الانتقادات التي يواجهها داخليا وخارجيا.

وبينت الكاتبة الإسرائيلية أن نتنياهو ركز في خطابه على الأهداف التي وضعها في بداية الحرب، وهي: تحرير جميع “الاسرى”، والقضاء على حركة “حماس”، ومنع التهديدات المستقبلية، واستعادة الحياة الطبيعية في الجنوب والشمال.

وأكدت أن هذه الأهداف “لا تزال بعيدة المنال، وتعكس الفجوة بين الطموحات والواقع”.

ورأت أن نتنياهو لا يبدو مستعدا لإنهاء الحرب أو تحقيق صفقة شاملة لضمان عودة الأسرى الإسرائيليين، بل يفضل التوصل إلى اتفاقات جزئية، ما يعني بقاء بعضهم في الأسر فترة طويلة، الأمر الذي أثار غضب عائلاتهم التي تعيش تحت ضغط نفسي هائل.

وفيما يتعلق بهدف القضاء على حركة “حماس”، اعتبرت الكاتبة أنه لم يتحقق أيضا، فرغم تعرض “حماس” لخسائر عسكرية فادحة، فإنها ما زالت تحتفظ بسيطرتها المدنية على قطاع غزة، ما يمنحها فرصة لإعادة بناء قدراتها مستقبلا.

أما هدف استعادة الحياة الطبيعية في جنوب “إسرائيل” وشمالها، فأكدت الكاتبة أنه لا يزال بعيدا، حيث يعيش السكان هناك حالة من الخوف الدائم، ويترددون في العودة إلى منازلهم بسبب تردي الأوضاع الأمنية، والأزمات الاقتصادية الخانقة.

وقالت إنه في ظل العجز عن تحقيق هذه الأهداف، فإن ما يروج له نتنياهو من إنجازات والحديث عن “نصر كامل” أمر غير واقعي، مشددة أن النصر لن يتحقق قبل استعادة جميع “الاسرى” والتوصل إلى سلام حقيقي، يتعامل كذلك مع القضايا الإنسانية في قطاع غزة.

وأبدت الكاتبة استغرابها لغياب تحقيق رسمي في الفشل بالتصدي لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقالت: “بدلا من اتخاذ خطوات جادة لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة، تجاهلت الحكومة الدعوات الشعبية وركزت على حسابات سياسية، وهو ما دفع العائلات المتضررة إلى تشكيل مجموعة “مجلس أكتوبر” للدفاع عن حقها في معرفة الحقيقة”.

ولفتت إلى أن نتنياهو يسعى إلى تشكيل لجنة تحقيق ذات طابع سياسي، وهو ما يعكس محاولته التهرب من المسؤولية وإخفاء الحقائق، ويتناقض مع مطالبته في قضايا سابقة بتشكيل لجان تحقيق مستقلة.

ووفقا للكاتبة، تواجه حكومة الاحتلال مأزقا سياسيا بسبب تعقيدات قانون التجنيد الإجباري، حيث يصر الجيش على المطالبة بزيادة أعداد المجندين وفرض عقوبات جنائية على من يتهرب من الخدمة، في حين تصر الأحزاب الدينية “الحريدية” على استثناء أفرادها من التجنيد.

وخلصت الكاتبة إلى أن نتنياهو يحاول تعزيز مكانته السياسية وضمان استمرارية حكومته رغم كل الضغوط، لكن نجاحه في ذلك لن يكون كافيا لمعالجة الأزمات العميقة التي تواجه “إسرائيل”، أمنيا واجتماعيا.

شاهد أيضاً