كارلسون : تصوير الإسلام الراديكالي كتهديد لأمريكا دعاية إسرائيلية

السياسي – دافع الإعلامي الأمريكي المحافظ تاكر كارلسون عن تصريحاته المثيرة للجدل التي أطلقها خلال خطاب ألقاه في مؤتمر “AmericaFest”، معتبرا أن تصوير ما يسمى “الإسلام الراديكالي” على أنه التهديد الأكبر للولايات المتحدة يمثل “عملية دعائية” تقف خلفها حكومة الاحتلال الإسرائيلية.
وجاءت تصريحات كارلسون في مقابلة أجراها مع هاريسون بيرجر، الجمعة، من مجلة “The American Conservative”، حيث أعاد طرح النقاط الأساسية التي وردت في خطابه الرئيسي خلال مؤتمر “AmericaFest”، الذي نظمته منظمة “Turning Point USA” في مدينة فينيكس بولاية أريزونا منتصف الشهر الجاري.

وقال كارلسون في المقابلة إن “كره المسلمين هو مجرد عملية نفسية كلاسيكية أخرى من الحكومة الإسرائيلية تهدف إلى ترويج فكرة أن أعداء إسرائيل هم أعداء الأمريكيين”.
وأضاف أنه لا يعرف أي شخص قُتل على يد ما وصفه بـ”الإسلام الراديكالي” خلال السنوات الأربع والعشرين الماضية، موضحا أنه يعرف أشخاصا توفوا بسبب جرعات زائدة من المخدرات، وآخرين فقدوا فرص العمل.

وتابع قائلا إنه يعرف أولادا في صف ابنته لا يستطيعون الحصول على وظائف، مشيرا إلى أن هؤلاء “الأولاد البيض” يتم تدميرهم بسبب الأديرال وألعاب الفيديو والإباحية.
وقال كارلسون إنه يرى ملايين الأمريكيين يتعرضون للتدمير، مؤكدا أن ذلك لا يعود إلى “الإسلام الراديكالي”.
وتسائل: “هل الإسلام الراديكالي أكثر خطورة من موقع OnlyFans؟ ليس حتى قريبا”، مضيفا أن تحويل نسبة كبيرة من النساء الأمريكيات إلى بغايا، على حد وصفه، لا علاقة له بالإسلام الراديكالي.
وأكد كارلسون رفضه لما سماه “كره المسلمين” بشكل عام، داعيا إلى الحكم على الأفراد لا على الجماعات.
وأثار خطاب كارلسون في المؤتمر جدلا واسعا داخل أوساط اليمين الأمريكي، حيث قوبل بصمت من الجمهور، وتعرض لانتقادات حادة من شخصيات بارزة، من بينها بن شابيرو وميغان مكين، اللذان اتهماه بتقليل خطر الإرهاب الإسلامي ومعاداة السامية.


وحصل كارلسون مؤخرا على جائزة وصفت بالساخرة بعنوان “معادي السامية للعام” من منظمة يهودية.
ولفت إلى أن استطلاعا للرأي أُجري خلال المؤتمر نفسه صنف “الإسلام الراديكالي” باعتباره التهديد الأكبر للولايات المتحدة، في تناقض مع موقف كارلسون الذي اعتبر أن الروابط مع دولة الاحتلال تمثل “عبئا” على واشنطن.
وشهد المؤتمر مشاركة آلاف الشباب المحافظين، وكان كارلسون أحد المتحدثين الرئيسيين فيه، وسط انقسامات واضحة داخل التيار المحافظ الأمريكي بشأن السياسة الخارجية والعلاقات مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تصاعد كارلسون نقد كارلسون لإسرائيل بشكل واضح، إذ ركز على الضحايا المدنيين في غزة، ولا سيما الأطفال والمسيحيين الفلسطينيين، وانتقد الدعم الأمريكي غير المشروط لتل أبيب.
ووصف الحرب بأنها “إبادة جماعية”، متهما دولة الاحتلال الإسرائيلي بقتل الصحفيين عمدا لإخفاء ما يجري، معتبرا أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية ما يحدث في غزة، داعيا إلى إعادة تقييم العلاقة، ومؤكدا أن أولوية المصالح الإسرائيلية على حساب المصالح الأمريكية تمثل إشكالية داخل السياسة الخارجية الأمريكية.