السياسي – متابعات
على مدار ثماني سنوات، كانت عجائز مدينة كراسنوفيمسك الروسية ومحيطها يُعثر عليهن جثثاً هامدة في منازلهن، تغرق رؤوسهن في الدماء، وقد سُحقت عظام جماجمهن بفأس أو مطرقة، ثم يُكتشف لاحقاً أن الجاني لم يأخذ سوى القليل من المال.. وغالباً ما غادر بعد أن أشعل النار في البيت لإخفاء معالم الجريمة.
وفي البداية، ظنّ المحققون أنهم يطاردون قاتلاً رجلاً، سفاحاً عديم الرحمة لا يتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم بحق الجدّات الفقيرات.
لكن المفاجأة كانت صادمة عندما اكتُشف أن السفاحة المتسلسلة التي أرهبت المنطقة لسنوات لم تكن سوى امرأة عادية ظاهرياً: أم لطفلين، في نهاية الثلاثينيات من عمرها، تُدعى إيرينا غايداماتشوك.
وبحسب مجلة “بيبول” إيرينا لم تكن تعاني من اضطراب نفسي، ولم يكن لديها ماضٍ دموي معروف، لكنها أتقنت التمثيل، فكانت تتنكر بهدوء في هيئة موظفة رعاية اجتماعية، وتطرق أبواب السيدات المسنّات بحجج بسيطة: كوب ماء، أو مساعدة، أو حتى جلسة شاي.
وبمجرّد أن تلتفت الضحية، كانت تنهال عليها بضربات قاتلة، ثم تخنقها بالوسادة، وتسرق ما تجده من نقود، متجاهلة المجوهرات والأغراض الثمينة.
وفي بعض الحالات، لم تجد القاتلة الروسية المال، فلم ترحل، بل بقيت بجوار إحدى جثة ضحاياها، ووضعت وسادة على وجه العجوز المقتولة حتى لا ترى ملامحها.
وحين أُلقي القبض عليها في 2010، لم تُبدِ الكثير من الندم، بل فاجأت المحققين ببرودها وابتسامتها المتكررة، وقالت إنها توقفت عن عدّ الضحايا بعد الجريمة العاشرة.
إحدى الضحايا كانت والدة سيدة تُدعى إيلينا، صُدمت حين علمت أن أمها العاجزة قُتلت بواسطة تمثال صغير للينين استخدمته القاتلة كسلاح.
قال أحد المحققين: “ما زلت مصدوماً.. كيف لامرأة أن تسحق رأس مسنّة بـ24 ضربة؟ حتى أننا شككنا أن القاتل رجل متنكر بثياب امرأة”، وأضاف: “كانت تحاول مغازلتنا خلال الاستجواب، كانت باردة، وخطرة”.
وفي النهاية، أقرّت إيرينا أنها كانت تحتاج المال لشراء الكحول، لم يكن لديها هدف آخر، لم يكن هناك دافع سياسي أو نفسي أو حتى مالي حقيقي، فقط كانت تُريد الثمن القليل الذي تشتري به زجاجة فودكا، ولا يهم إن كان ذلك على حساب حياة مسنّة بريئة.
في يونيو (حزيران) 2012، حُكم عليها بالسجن 20 عاماً بعد إدانتها بـ17 جريمة قتل وجريمة شروع في القتل، ومع ذلك، لا تزال قصتها تُروى بوصفها واحدة من أبشع القصص التي كشفت الجانب المظلم من الطبيعة البشرية.